فلا الحيّ مما يحدث الدهر معتب ... ولا الميت إن لم يصبر الحيّ ناشر
وكلّ شباب أو جديد إلى بلى ... وكلّ امرىء يوما إلى الله صائر
وكلّ قريني ألفة لتفرّق ... شتات وإن ضنّا وطال التعاشر
فلا يبعدنك الله يا توب هالكا ... أخا الحرب إذ دارت عليك الدوائر
فأقسمت لا أنفك أبكيك ما دعت ... على فنن ورقاء أو طار طائر
«٥٥٦» - وقالت عمرة أخت عمرو ذي الكلب: [من البسيط]
تعلّما أنّ طول العيش تعذيب ... وأنّ من غالب الأيّام مغلوب
وكلّ حيّ وإن طالت سلامته ... طريقه في سبيل الشرّ دعبوب
أبعد عمرو وخير القوم قد علموا ... ببطن شرية يعوي عنده الذيب
الطاعن الطعنة النجلاء يتبعها ... مثعنجر من دم الأجواف مسكوب
تمشي النسور إليه وهي لاهية ... مشي العذارى عليهنّ الجلابيب
والمخرج الكاعب الحسناء مذعنة ... في السبي ينفح من أردانها الطيب
فلن يروا مثل عمرو ما خطت قدم ... وما استحثت إلى أوطانها النيب
بينا الفتى ناعم راض بعيشته ... تاح [١] له من بوار الدهر شؤبوب
«٥٥٧» - وقال ابن سكرة الهاشمي: [من البسيط]
لا عذّب الله ميتا كان ينعشني ... فقد لقيت بضرّي مثل ما لاقى
طواه موت طوى عني مكارمه ... فذقت من بعده بالموت ما ذاقا
[١] م: تاحت.