«٦٥٣» - لما دخل المأمون بغداد دخلت عليه أمّ جعفر فقالت: يا أمير المؤمنين أهنيك بخلافة قد هنأت بها نفسي عنك قبل أن أراك، ولئن فقدت ابنا خليفة لقد عوّضت ابنا خليفة لم ألده، وما خسر من اعتاض مثلك، ولا ثكلت أمّ ملأت يدها منك، فأسأل الله تعالى أجرا على ما أخذ وإمتاعا بما وهب.
«٦٥٤» - ولما قتل الفضل بن سهل دخل المأمون إلى أمّه يعزيها فيه فقال: يا أمّه لا تحزني على الفضل فإني خلف لك منه، فقالت له: وكيف لا أحزن على ولد عوّضني خلفا مثلك؟ فتعجّب المأمون من جوابها، وكان يقول: ما سمعت جوابا قط كان أحسن منه [١] ولا أخلب للقلب.
«٦٥٥» - مرّ رجل بامرأة من غاضرة وإذا ابن لها مسجّى بين يديها وهي تقول: يرحمك الله يا بنيّ، فو الله ما كان مالك لبطنك، ولا أمرك لعرسك، ولقد كنت لي ليّن العطفة، يرضيك أقلّ مما يسخطك. قال، فقلت لها: يا أمه ألك منه خلف؟ قالت: بلى ما هو خير منه، ثواب الله تعالى والصبر على المصيبة.
٦٥٦- لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أمّ عليّ عليه السلام، وهي أوّل هاشمية ولدت هاشميّا، دخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلم فجلس عند رأسها فقال:
رحمك الله، بأبي كنت وأمي تجوعين وتشبعينني، وتعرين وتكسينني، وتمنعين نفسك طيّب الطعام وتطعمينني، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة. ثم أمر أن تغسل ثلاثا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه صلّى الله عليه وسلم بيده ثمّ خلع