كرب القولنج، إذ ضرط رجل منهم فقال حمزة: من هذا المنعم عليه؟
«٨٧١» - رأى رجل قوما يعودون عليلا فعزاهم فقالوا: لم يمت بعد، فقام وهو يقول: يموت إن شاء الله.
«٨٧٢» - مرض حماد عجرد فعاده أصدقاؤه جميعا إلّا مطيع بن إياس، وكان خاصّا به، فكتب إليه:[من الوافر]
كفاك عيادتي من كان يرجو ... ثواب الله في صلة المريض
فإن تحدث لك الأيّام سقما ... يحول جريضه دون القريض
يكن طول التأؤّه منك عندي ... بمنزلة الطنين من البعوض
«٨٧٣» - دخل عبد الله بن جعفر على عبد الملك بن مروان وهو يتأوّه فقال: يا أمير المؤمنين لو أدخلت عليك من يؤنسك بأحاديث العرب وفنون الأسمار.
قال: لست صاحب هزل، والجدّ مع علّتي أحجى بي، قال: وما علّتك يا أمير المؤمنين؟ قال: هاج بي عرق النّسا في ليلتي هذه فبلغ منّي، قال: فإنّ بديحا أرقى الخلق منه، فوجّه إليه عبد الملك. فلما مضى الرسول إليه أسقط في يدي ابن جعفر وقال: كذبة قبيحة عند خليفة؛ فما كان بأسرع من أن طلع بديح، فقال له عبد الملك: كيف رقيتك من عرق النّسا؟ قال: أرقى الخلق يا أمير المؤمنين. فسرّي عن عبد الله بن جعفر لأنّ بديحا كان صاحب فكاهة يعرف بها، فمدّ رجله فتفل عليها ورقاها مرارا؛ فقال عبد الملك: الله أكبر وجدت والله خفّا، يا غلام ادع فلانة حتى تكتب الرقية فإنّا لا نأمن من هيجها بالليل، فلا نذعر بديحا. فلما جاءت الجارية قال بديح: يا أمير المؤمنين امرأته الطلاق إن