للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختيارهم له، فوثبوا فنحروه نحر البدنة، فخار في دمه مفرى [١] الأوداج قد خضب مصحفه بدمه، رحمة الله عليه؛ وكان صائما تاليا للقرآن مكبّا على المصحف، فيا عظم مصيبة أثكلت المسلمين إمامهم؛ عظم والله الخطب بأمير المؤمنين وصهر رسول الله صلّى الله عليه وسلم على ابنتيه، ومجهّز جيش العسرة، وموسّع المسجد، من غير جرم قتلوه بعد أن اختاروه، فسارعوا رحمكم الله إلى الطّلب بدمه، وقتال قاتله، إذ فاتكم نصره، فإنّ ذلك أفضل من جهاد المشركين. نسأل الله حسن المعونة على الطلب بدمه، والنّصرة على من ظلمه، وأستغفر الله لي ولكم.

«٥٣٣» - أوفد معاوية الزرقاء بنت عديّ بن غالب [٢] فقال لها: ألست راكبة الجمل الأحمر يوم صفين بين الصفين، توقدين الحرب، وتحضّين على القتال، فما حملك على ذلك؟ قالت: يا أمير المؤمنين، إنّه [٣] قد مات الرأس وبقي [٤] الذنب، والدهر ذو غير، ومن تفكر [٥] أبصر، والأمر يحدث بعده الأمر. قال لها: صدقت، فهل تحفظين كلامك يوم صفين؟ قالت: ما أحفظه، قال: لكني والله أحفظه، لله أبوك لقد سمعتك تقولين: أيّها الناس، إنكم في فتنة غشيتكم جلابيب الظلم، وجارت [٦] بكم عن قصد المحجّة، فيا لها من فتنة عمياء صمّاء، لا يسمع لقائلها، ولا ينقاد لسائقها. أيها الناس، إنّ المصباح لا يضيء في


[١] م: مفري.
[٢] م: وفدت الزرقاء بنت عدي على معاوية ...
[٣] انه: سقطت من م.
[٤] الوافدات: وبتر.
[٥] الوافدات: تذكر.
[٦] الوافدات: وحادت.

<<  <  ج: ص:  >  >>