للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشمس، وإنّ الكواكب لا تقد [١] في القمر، وإنّ البغل لا يسبق الفرس، ولا يقطع الحديد إلّا الحديد. ألا من استرشدنا أرشدناه، ومن استخبرنا أخبرناه، إنّ الحقّ يطلب ضالّته، فصبرا يا معشر المهاجرين والأنصار، فكأن قد اندمل شعب الشتات، والتأمت [٢] كلمة العدل، وغلب الحقّ باطله، فلا يعجلنّ أحد فيقول:

كيف وأنّى، ليقضي الله أمرا كان مفعولا. ألا إنّ خضاب النساء الحناء، وخضاب الرجال الدماء، والصبر خير في الأمور وأحمد في عواقبها. إيها إلى الحرب قدما غير ناكصين، فهذا يوم له ما بعده.

ثم قال معاوية: والله يا زرقاء لقد شركت [٣] عليّا في كلّ دم سفكه، فقالت:

أحسن الله بشارتك يا أمير المؤمنين، وأدام سلامتك، مثلك من بشّر بخير وسرّ جليسه. قال لها: وقد سرّك ذلك؟ قالت: نعم والله سرّني قولك فأنّى بتصديق الفعل، فقال: معاوية: والله لوفاؤكم له بعد موته أعجب إليّ من حبّكم له في حياته.

«٥٣٤» - وأوفد معاوية أمّ الخير بنت الحريش البارقية فقال لها: كيف كان كلامك يوم قتل عمار بن ياسر؟ قالت: لم أكن والله رويته [٤] قبل ولا دوّنته بعد، وإنما كانت كلمات نفثهنّ لساني حين الصدمة، فإن شئت أن أحدث [٥] لك مقالا غير ذلك فعلت، قال: لا أشاء ذلك. ثم التفت إلى أصحابه فقال:

أيّكم حفظ كلام أمّ الخير؟ قال رجل من القوم: أنا أحفظه، قال: هاته، قال:


[١] ر م: تضيء؛ الوافدات: وان الكوكب لا ينير.
[٢] الوافدات: وظهرت.
[٣] م: شاركت.
[٤] م: دونته.
[٥] ب: فان شئت أحدث.

<<  <  ج: ص:  >  >>