عضين. لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون. أفهؤلاء تعضدون، وعنّا تتخاذلون؟ أجل والله. خذل فيكم معروف وشجت عليه عروقكم، وتأزّرت عليه أصولكم فأفرعتم، فكنتم أخبث ثمر: شجى للناظر، وأكلة للغاصب. ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الأيمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا. ألا وإنّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين: بين الشدة والذلة، وهيهات منا الدنية، يأبى الله ورسوله ذلك والمؤمنون، وحجور طابت، وحجز طهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، أن تؤثر مقام اللئام على مصارع الكرام. ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلّة العدد وخذلة الناصر:[من الوافر]
فإن نهزم فهزّامون قدما ... وإن نهزم فغير مهزمينا
وما إن طبّنا جبن ولكن ... منايانا ودولة [١] آخرينا
ألا ثمّ لا تلبثون بعدها إلّا كريث ما يركب الفرس حتى تدور بكم دور الرحى وتقلق بكم قلق المحور. عهد عهده إليّ أبي عليّ، فأجمعوا أمركم وشركاء كم ثم لا يكن أمركم عليكم غمّة ثم أفضوا إليّ ولا تنظرون.
«٥٧٠» - علقمة بن عبدة:[من الطويل]
ومولى كمولى الزبرقان دملته ... كما دملت ساق تهاض بها وقر
إذا ما أحالت والجبائر فوقها ... إلى الحول لا يرؤ جميل ولا كسر
نراه كأنّ الله يجدع أنفه ... وأذنيه إن مولاه ثاب له وفر
ترى الشرّ قد أفنى دوائر وجهه ... كضبّ الكدى أفنى براثنه الحفر