يا أيها الملك الذي أخلاقه ... من خلقه ورواؤه من رائه
قد جاءنا الطّرف الذي أهديته ... هاديه يعقد أرضه بسمائه
أولاية أوليتنا فبعثته ... رمحا سبيب العرف عقد لوائه
تختال منه على أغرّ محجّل ... ماء الدياجي قطرة من مائه
وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتصّ منه وخاض في أحشائه
متهللا متمهلا والبرق من أسمائه ... متبرقعا والحسن من أكفائه
ما كانت النيران يكمن حرّها ... لو كان للنيران بعض ذكائه
لا تعلق الألحاظ في أعطافه ... إلا إذا كفكفت من غلوائه
فهناك تنتهب العيون كأنما ... وقف الوجيه عليه من آبائه
لا يكمل الطّرف المحاسن كلّها ... حتى يكون الطّرف من أسرائه
٦٦٤- اشترى شاب من العرب فرسا فجاء إلى أمه وقد كفّ بصرها فقال: يا أماه، قد ابتعت فرسا. قالت: صفه لي، قال: إذا استقبل فظبي ناصب، وإذا استدبر فهقل خاضب، وإذا استعرض فسيّد قارب، مؤلّل المسمعين، طامح الناظرين، مذعلق الصّبيين. قالت: أجودت إن كنت أعربت، قال: إنه مشرف التليل، سبط الخصيل، وهواه الصّهيل، قالت:
أكرمت فارتبط.
الهقل: الذكر من النعام، والأنثى هقلة. والخاضب: الذي أكل الربيع فاحمرت ظنبوباه وأطراف ريشه. والسيد: الذئب، ومؤلل: محدّد، وطامح:
مشرف، والذعلوق: نبت يشبه الكراث يلتوي وهو طيب للأكل. والصبيان:
مجتمع لحييه من مقدميهما. قال أبو عبيدة: الصبيان العظمان المنحنيان من حرفي وسط اللحيين من ظاهرهما عليهما لحم، والحصيل: كلّ ما انماز من لحم الفخذ بعضه من بعض، والوهوهة: صوت تقطعه.