دمائها، مصرّعة شرّ مصارعها، مستقرة في أخفى مضاجعها، محمولة على حكم الكفار، إذ يقتلون ومصيرهم إلى النار، تغسل بالاستقصاء في سمطها، وتكفّن بالتعرية من ريطها، وتحنّط بتوابلها وأبازيرها، وتوارى في قدورها وتنانيرها.
ثم تبعث إلى إخوان متوافقين، وخلّان مترافقين، قد تطابقوا في الآراء، وتألّفوا في الأهواء، وتمالحوا في الطعام، وتراضعوا بالمدام، نداؤهم تفدية، وجوابهم تلبية، لا يضبّون على الأحقاد، ولا يتنافسون في الوداد، ولا يشوب صفوهم شائب، ولا يعيب فضلهم عائب.
فالحمد لله الذي أباحنا لذيذ المطاعم، ونهج لنا سبل الغنائم، وهدانا إلى رخص الطيبات، ووقف بنا على حدود اللذات، ووفّقنا أن نأخذ منها بأمره، ونزدجر عنها بزجره، ونتصرّف مع الشرائع في إحلال ما أحلّت، واجتناب ما حرّمت وحظرت.
وأطال الله بقاء الوزير ما اختار البقاء، وعلا [١] كعبه ما امتد العلاء، وجعل له من كلّ رزق هنيء حظّا جزيلا، وإلى كلّ مشرب عذب هاديا ودليلا، بمنّه وطوله، وقدرته وحوله.
٧٤٩- وكتب أبو إسحاق عن ابن فسانجس إلى بختيار بن أحمد بن بويه في صفة متصيّد كان له بواسط: من حلّ محلي من اصطناع الأمير عز الدولة- أطال الله بقاءه- واصطفائه، وانتهى إلى غايتي من أثرته واجتبائه، كان حقيقا في التسوية في طاعته بين سرّه وجهره، والجمع في نصيحته بين جدّه وهزله، غير مسامح نفسه بقضاء وطر لا حظّ له فيه، ولا موسّع له في بلوغ أرب لا فائدة له منه، تمسكا بعلائق الولاية في سائر الأحوال، وأداء الفريضة الأمانة في صغير وكبير الأعمال، والله بلطفه يمدّني في خدمته بالتوفيق، ويقف بي منها على سواء الطريق، ويهب لي تحفظا يحرس من الزيغ والزلل، وتيقظا يعصم من الخطأ والخطل.