للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأطعمة ويتّقي الحرّ والبرد، فقال له: يا ابن أخي، لم تفعل هذا؟ قال:

أخاف الموت، قال: فاحذر أن تصير إلى دار تتمنّى فيها الموت تقدر عليه.

[٥٢٤]- وكتب رجل إلى عبد الله بن الزبير لما دعا إلى الخلافة يعظه: أما بعد، فإنّ التقوى في أهلها علامات يعرفون بها ويعرفون بها أنفسهم «١» : من صبر على البلاء، ورضي بالقضاء، وشكر النعمة، وذلّ لحكم القرآن، وإنّما الإمام كالسوق يحمل اليها ما زكا فيها، فمن كان من أهل الحقّ أتاه أهل الحقّ بحقهم، ومن كان من أهل الباطل أتاه أهل الباطل بباطلهم، فانظر أيّ الإمامين أنت.

[٥٢٥]- ولما احتضر معاوية جعلوا يقلبونه فقال: إنكم تقلّبون حوّلا «٢» قلّبا إن نجا من عذاب الله، ثم قال: [من الخفيف] .

إن تعذّب يكن عذابك يا ربّ ... غراما لا طوق لي بالعذاب

أو تجاوز فأنت أهل لعفو ... عن مسيء ذنوبه كالتراب

[٥٢٦]- ولما احتضر المنصور قال: يا ربيع بعنا الآخرة بنومة.


[٥٢٤] حلية الأولياء ١: ٣٣٦ وصفة الصفوة ١: ٣٢٤ والمصباح المضيء ٢: ٤٣.
[٥٢٥] انظر انساب الأشراف ٤/١ الفقرة ٤٢٦، ٤٢٥ ونور القبس: ٢٩٢ وابن الأثير ٤: ٤ والعمدة ١: ١٤ وابن كثير ٨: ١٤٢، ٩: ٦٨ وبهجة المجالس ٢: ٣٦٩ والكامل للمبرد ٤: ١١١ والميداني ١: ١٤٩، والعسكري ١: ٤٠٩.
[٥٢٦] نثر الدر ٣: ٣٠ ومحاضرات الراغب ١: ١٧٤ (منسوبا لعبد الملك) وربيع الأبرار: ٣٦٣/أ (منسوبا للمنصور) والبصائر ٢: ٤٣٣ وقارن بما قاله عند موته في ربيع الأبرار ايضا:
٣٦٢/أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>