للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المراغة قد قال كذا؛ فما لبث إلّا مدّة يسيرة حتى جاءته القصيدة وفيها البيتان.

«١٠٠٤» - ومن أجوبة الفرزدق المستحسنة في هذه القصيدة، وعرّض بسليمان لأنّ بني عبس أخواله: [من الطويل]

فإن يك سيف خان أو قدر أتى ... بتعجيل نفس حتفها غير شاهد

فسيف بني عبس وقد ضربوا به ... نبا بيدي ورقاء عن رأس خالد [١]

وقوله أيضا: [من البسيط]

فما نبا السيف عن جبن ولا دهش ... عند الإمام ولكن أخّر القدر

ولو ضربت به عمدا مقلّده ... لخرّ جثمانه ما فوقه شعر

وما يقدّم نفسا قبل ميتتها ... جمع اليدين ولا الصّمصامة الذكر

«١٠٠٥» - قال أبو العيناء: نظر المأمون إلى يحيى بن أكثم يلحظ خادما له، فقال للخادم: تعرض له إذا قمت، فإني سأقوم للوضوء، وأمره أن لا يبرح، وعد إليّ بما يقول لك، فلما قام غمزه الخادم بعينه، فقال يحيى: لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ

(سبأ: ٣١) فمضى الخادم إلى المأمون فأخبره، فقال له: عد إليه فقل له: أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ

(سبأ: ٣٢) فخرج إليه الخادم وقال له ذلك، فأطرق يحيى وكاد يموت جزعا، فخرج المأمون وهو يقول: [من الطويل]


[١] حاشية في ر: هو ورقاء بن زهير بن جذيمة العبسي، كان خالد بن جعفر بن كلاب قتل أباه زهيرا، فأدركه ورقاء، فضربه بسيفه فلم يغن شيئا ونجا خالد، فقال ورقاء:
رأيت زهيرا تحت كلكل خالد ... فأقبلت أسعى كالعجول أبادر
فشلت يميني يوم أضرب خالدا ... ويمنعه مني الحديد المظاهر

<<  <  ج: ص:  >  >>