للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا: الأصل في الأفعال الجزم، وإنما دخل في المضارع لمضارعته الأسماء، واستعملوه كذا في ضرورة الشعر.

اسحاق مع كثرة فضائله، وتوفّر معانيه وخصائصه، ومنها دماثته وكمال عقله، يتحقق بالشجاعة والفروسية، ويحبّ أن ينسب إليها آفة من الآفات المعترضة على العقول، وغفلة لا يخلو منها ذوو الحلوم؛ وشهد بعض الحروب فأصابه سهم فنكص على عقبيه حتى قال أخوه طيّاب فيه:

[من المتقارب]

وأنت تكلّف ما لا تطيق ... وقلت أنا الفارس الموصلي

فلما أصابتك نشّابة ... رجعت إلى بيتك الأوّل

«١١٦٩» - قال كيسان: سمعت أبا عبيدة ينشد: [من البسيط]

ما زال يضربني حتى خزيت له ... وحال من دون بعض البغية الشّفق

فقلت: خزيت خزيت؟ وضحكت فغضب وقال: كيف هو؟ قلت: إنما هو خذيت. فانخزل وما أحار جوابا.

«١١٧٠» - وروى أبو عبيدة أبيات لقيط في يوم جبلة: [من الرجز]

يا قوم قد حرقتموني باللّوم ... ولم أقاتل عامرا قبل اليوم

سيّان هذا والعناق والنّوم ... والمشرب البارد في ظل الدّوم

وقالوا: يعني في ظلال نخل المقل.

قال الأصمعي: قد أحال ابن الحائك؛ إنما هو «في الظلّ الدّوم» ، أي الدائم وجبلة بنجد.

<<  <  ج: ص:  >  >>