للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدا ممن يقع في خلدك أنّ إزالة سلطانك خير له من ثبوته، وإياك أن تستعمل ضرعا غمرا كثر إعجابه بنفسه وقلّت تجاربه في غيره، ولا كبيرا مدبرا قد أخذ الدهر من عقله كما أخذت السنّ من جسمه.

[٨١٥]- قال لقيط الإياديّ في مثله: [من البسيط]

فقلّدوا أمركم لله درّكم ... رحب الذراع بأمر الحرب مضطلعا

لا مترفا إن رخاء العيش ساعده ... ولا إذا عضّ مكروه به خشعا

ما زال يحلب درّ الدهر أشطره ... يكون متّبعا طورا ومتّبعا

حتى استمرّت على شزر مريرته ... مستحصد الرأي لا قحما ولا ضرعا

القحم: الشيخ المسن، والضرع: الضعيف الصغير.

[٨١٦]- استشار عمر بن عبد العزيز في قوم يستعملهم، فقال له بعض أصحابه: عليك بأهل العذر الذين إن عدلوا فهو ما رجوت فيهم، وإن قصّروا قال الناس: قد اجتهد عمر.

[٨١٧]- كتب علي بن أبي طالب عليه السلام إلى أهل البصرة من كتاب له: ولئن ألجأتموني إلى المسير إليكم لأوقعنّ بكم وقعة لا يكون يوم الجمل إليها إلا كلعقة لاعق، مع أنّي عارف لذي الطاعة منكم فضله، ولذي النصيحة حقّه، غير متجاوز متّهما إلى بريء، ولا ناكثا إلى وفي.

هذا القول الفصل والفعل العدل، لا كما قال زياد: والله لآخذنّ الوليّ


[٨١٥] ديوان لقيط: ٤٧ وشرح النهج ١٨: ٢٣٨ ونهاية الأرب ٦: ١٧ وديوان المعاني ١: ٥٥ ونشوة الطرب: ٦٦٦ والكامل ٢: ١٥٢، ٣: ٤٠٦.
[٨١٦] عيون الأخبار ١: ١٧ ومحاضرات الراغب ١: ١٦٥.
[٨١٧] نهج البلاغة: ٣٨٩- ٣٩٠ وربيع الأبرار ٢٤٢ ب- ٢٤٣/أوقول زياد «لآخذن الوليّ ... »
من خطبته المشهورة، انظر البيان والتبيين ٢: ٦٣ والعقد ٤: ١١٠- ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>