غرست عندي من القبح، والبغل: المركب الذي ارتكبته مني لا يزال يعثر بك في وعث وجدد ووعر وسهل، وأما الطيلسان فما ألبستك إيّاه من العار والذّمّ، وإن شئت راجعت الجميل فراجعته لك. قال: لا، بل أراجع الجميل وتراجعه، (فوصله بمال عظيم وترضاه)[١]-.
ومن هذا الجنس قول القائل:[من المتقارب]
ألا لا تصلّ ألا لا تصلّ ... حرام عليك فلا تفعل
فإن المزكّي إلى ربّه ... من النار في الدّرك الأسفل
ظاهر هذا الكلام نهي عن الصلاة وعن الزكاة، وإنّما أراد: لا تزن ولا تلط ولا تقامر، فإنّ هذه الخصال تورد صاحبها في النار. فالصّلوان عرقان في الرّدف يقول: لا تركب الصّلوين، يريد: فجورا. والمزكّي: المقامر الذي يلعب حسا أو زكا أي فردا أو زوجا.
٨٧٨- خرج المعتصم متنزّها مستخليا من غلمانه يسير بين أيديهم وقد بعد عنهم. فلقي رجلا فقال له: ما صناعتك أيها الرجل؟ قال: حلية الأحياء وجهاز الموتى. فوقف وجازه الرجل، فلحقه ابن أبي داود وأخبره بما قال الرجل، فقال: هذا حائك يا أمير المؤمنين.
٨٧٩- وجّه عبد الملك بن صالح بن عليّ إلى الرشيد فاكهة في أطباق خيزران وكتب إليه: أسعد الله أمير المؤمنين وأسعد به، دخلت بستانا لي أفادنيه كرمك وغمرته نعمتك، وقد ينعت أشجاره، وأتت ثماره، فوجّهت من كلّ شيء شيئا على السّعة والإمكان في أطباق القضبان، لتصل إلى من بركة دعائه مثل ما وصل إليّ من كثرة عطائه، فقال له بعض من حضره: يا أمير المؤمنين، ما سمعت بأطباق قضبان! فقال له الرشيد: يا أبله، إنّما كنى
[١] ما بين الحاصرتين عن الأغاني، وفي م: فإن أرضاه فأرضاه!.