أيذهب بارح الجوزاء عني ... ولم أذعر هوامل بالسّتار
عنى أنه إذا سرق الهوامل عفت الريح على أثر وطئه، فلم يوقف له ونجا بالذي يقتطعه ويسرقه. وأراد بالبارح بوارح الرياح.
ومنه قول الأخر:[من الطويل]
أيا بارح الجوزاء ما لك لا ترى ... عيالك قد أمسوا مراميل جوّعا
أي إذا هببت أمكنتنا السرقة بتعفيتك آثار الأقدام.
ومثله قول الآخر:[من الوافر]
ألا يا جارنا بأناص إنّا ... وجدنا الريح أكرم منك جارا
تعدّينا إذا هبّت علينا ... وتملأ وجه ناظركم غبارا
وقول الآخر:[من الوافر]
إذا لم تطعمونا أطعمتنا ... بحمد الله معصفة جنوب
٨٨١- يونس عن امرأة من العرب زارتها بنت أختها وبنت أخيها، فأحسنت تزويدهم. فلما كان عند رجوعهما قالت لابنة أخيها: جفّ حجرك وطاب نشرك. فسّرت الجارية بما قالت لها عمّتها، وقالت لابنة أختها: أكلت دهشا وحطبت قمشا، فوجدت لذلك المصيبة وشقّ عليها ما قالت لها خالتها، فانطلقت بنت الأخ إلى أمّها مسرورة فقالت لها أمّها: ما قالت لك عمّتك؟
فقالت: قالت لي خيرا ودعت لي. قالت: ويحك، وكيف قالت ذلك؟ قالت، قالت: جفّ حجرك وطاب نشرك. فقالت: يا بنيّة، ما دعت لك بخير، ولكن دعت بأن لا تلدي ولدا أبدا فيبلّ حجرك ويغيّر نشرك. وانطلقت الأخرى إلى