للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالخير، وإذا أردت أن تقول كيف تجدك، فقل: أنزل الله عليك الشفاء والرحمة، فإنك إذا قلت: كيف تجدك؟ فإما أجابك فقد ألزمته مؤونة الجواب، وإما سكت عنك وذاك شديد على من يعقل.

وكان الفضل هذا سديدا عاقلا ومتصرفا بخدمة الملوك، قال له المهديّ:

إنّي قد ولّيتك ستر وجهي وكشفه، فلا تجعل الستر بيني وبين خواصّي سبب ضغنهم عليّ بقبح ردّك وعبوس وجهك، وقدّم أبناء الدولة فإنّهم أولى بالتقديم، وثنّ بالأولياء، واجعل للعامّة وقتا إذا وصلوا فيه أعجلهم ضيقه من التلبّث وحثّك لهم عن التمكّث.

[٨٧٧]- قال الفضل بن سهل لحاجبه: إنك تسمع مني السرّ والعلانية، وربما ذكرت الرجل، فأسأت ذكره، فلا ترينّ ذلك قليلا ولا تتغيرنّ له بما سمعت، فلعلّ ذلك غاية عقوبتي إياه.

[٨٧٨]- وقال زياد لحاجبه: يا عجلان إني ولّيتك هذا الباب، وعزلتك عن أربع، عزلتك عن هذا المنادي إذا دعا إلى الصلاة، فلا سبيل لك عليه، وعن طارق الليل فشرّ ما جاء به، ولو جاء بخير ما كنت من حاجته. وعن رسول صاحب الثّغر فإنّ إبطاء ساعة يفسد تدبير سنة، وعن هذا الطباخ إذا فرغ من طعامه.

[٨٧٩]- قال الحجاج: دلّوني على رجل أولّيه الشرطة؟ فقيل له: أيّ الرجال تريد؟ فقال: أريده دائم العبوس، طويل الجلوس، سمين الأمانة، أعجف الخيانة، لا يحنق في الحقّ على جرّة، ويهون عليه سبال الأشراف في الشفاعة، فقيل له: عليك بعبد الرحمن بن عبيد التميمي، فأرسل إليه


[٨٧٨] رسائل الجاحظ ٢: ٣٦ والكامل ١: ٢٥٨ والعقد ١: ٧١ ونثر الدر ٥: ٥٠ ومحاضرات الراغب: ١: ٢٠٥ والجوهر النفيس: ٣٤ ب- ٣٥/أولقاح الخواطر: ٢٢/أ.
[٨٧٩] عيون الأخبار ١: ١٦ ومحاضرات الراغب ١: ١٦٥ وزهر الآداب ١٠٠٦- ١٠٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>