للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[من الرمل المجزوء]

ألف الظّبي بعادي ... ونفى الهمّ رقادي

وعدا الهجر على الوص ... ل بأسياف حداد

قل لمن زيّف ودّي ... لست أهلا لودادي

قال: فغنّاه إيّاه وسقاه رطلا ثم قال: يا غلام، مقارع! فجيء بها فأمر به فبطح وأمر بضربه، فضرب خمسين مقرعة وهو يستغيث ولا يكلّمه، ثم قال له:

احلف بالطلاق ثلاثا أنّك لا تذكرني أبدا، وإلا كان هذا دأبك إلى الليل.

فحلف بالطلاق ثلاثا على ما أمره به، ثم أقيم فأخرج من الدار، وجعلنا نضحك بقيّة يومنا من حمقه.

«١٠٠» - حجّ مخارق، فلما قضى الحجّ وعاد قال له رجل: بحقّي عليك غنّني صوتا، فغنّاه: [من الطويل]

رحلنا فشرّقنا وراحوا فغرّبوا ... ففاضت لروعات الفراق عيون

فرفع الرجل يده إلى السماء وقال: اللهم إني أشهدك أني قد وهبت حجّتي له.

«١٠١» - قال إبراهيم بن المهدي: مطرنا ونحن بالرّقّة مع الرشيد فاتّصل المطر من الفجر إلى غد ذلك اليوم، وعرفنا خبر الرشيد وأنه مقيم عند أمّ ولده المسمّاة بسحر، فتشاغلنا في منازلنا. فلما كان من غد جاءنا رسول الرشيد فحضرنا جميعا، وأقبل يسأل كلّ واحد منا عن يومه الماضي وما صنع فيه فنخبره، إلى أن انتهى إلى جعفر بن يحيى، فسأله عن خبره، فقال له: كان عندي أبو زكار الأعمى وأبو صدقة، وكان أبو زكار كلّما غنّى صوتا لم يفرغ منه حتى يأخذه أبو صدقة، فإذا انتهى الدّور إليه أعاده، وحكى أبا زكار فيه وفي شمائله وحركاته،

<<  <  ج: ص:  >  >>