وصواني صندل وزعفران. ثم أتانا غلمان أقران كأنهم خيطان بان، فمن حامل طستا ومتناول إبريقا ومناول منديلا، وقدّمت إلينا مائدة من الخلنج ذات أفانين وتجزيع بديع، وعليها كرمازك كأنه قطع المروط، في خلاله دجاج كسكر، ثم محفوفة بالبزماورد والهلام وجامات البوارد في وسطها جام لطيف مخروط كالماء رقّة وصفاء، فيه ملح همذاني النسبة..... النقبة كثير الأفاويه، عطر الأبازير، مقرون بجام مثله فيه خلّ ثقيف ذكيّ، كأنه عقيق سائل وأرجوان ذائب، حواليهما بقل جنيّ غضّ يشعشع وطرخون وسذاب وباذروج. فتناولنا لقما. ثم أتينا بسكباجة تضحك فوق الخوان، قد أحكمت بالخلّ الحاذق العطر، ونصبت بورق السّذاب النضر. ثم تلتها أرزّة بيضاء مكينة، يتبعها إوزّة سمينة وجدي قد غاصب أضلاعه في شحم كلاه؛ ثم أتينا بمضيرة نقيّة الوجه من الكلف، فائقة المنظر والمخبر، لها وميض وبصيص، لو رآها صائم لأفطر، والعليل ما كلّ وما صبر. ثم أتي بالقطايف كمتون الحيّات، يضطرب بين الطبرزد وبين اللوز. فسبحان خالق هذه الألوان، لأهل الطاعة والعصيان. نعم أيها القاضي. فقال له القاضي:
أصلحك الله، إن كانت عندك شهادة فأخّرها إلى مجلس آخر، فبالناس حاجة إلى المجلس. فقال: أنا أشهد بما علمت، فإن شئت شهدت وإن شئت انصرفت. فقال: هات شاهديك فقال: أشهد أيّها القاضي أن فلان بن فلان الفلاني ... قال: عزمك أن تعود إلى أوّل القصة. قال: نعم لأنك قطعت عليّ. قال القاضي: إن كان ولا بدّ فمن موضع المضيرة. والتفت إلى صديقه وقال له: وضح العذر؟ قال: نعم.
١١٥٥- كان مسلمة بن عبد الملك يعرض الجند فقال لرجل: ما اسمك؟
قال: عبد الله (بالنصب) قال: ابن من، قال: ابن عبد الرحمن (بالجرّ) فأمر بضربه، فقال: باسم الله (بالرفع) . فقال: دعوه لو كان تاركا اللّحن لتركه تحت السياط.