البيت ويتضرّع، وبهلول يقول: لا لبّيك ولا سعديك! فقال له ابنه العباس:
ويلك! أتقول هذا للأمير في مثل هذا الموقف؟ فقال: أقول له ما أعلم أنّ الله تعالى يقول له.
«١١٨٦» - هرب مجنون من الصبيان ودخل دهليزا، وأغلق الباب في وجوههم، وجلس. فخرج إليه صاحب الدار فقال: لم دخلت داري؟ قال:
من أيدي هؤلاء أولاد الزّنا. فدخل صاحب الدار وأخرج إليه رطبا، فجلس المجنون يأكل والصبيان يصيحون على الباب. فأخرج المجنون رأسه إلى صاحب الدار وقال: فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ
(الحديد: ١٣) .
«١١٨٧» - قيل لمجنون بالبصرة: عدّ لنا مجانين البصرة. فقال: كلّفتموني شططا، أنا على عدّ عقلائهم أقدر.
«١١٨٨» - كان ببغداد مجنون يلبس فروته مقلوبة، فإذا قيل له في ذلك قال: لو علم الله أن الصوف إلى داخل أجود جعل الصوف إلى داخل.
«١١٨٩» - نظر رجل إلى جماعة من المجّان حول مجنون، فقال له: أدخل إلى بعض المواضع حتى يتفرّقوا عنك. قال: إذا جاعوا انصرفوا.
«١١٩٠» - وقع الصبيان بغباوة المجنون وصاحوا عليه ورموه، وهرب منهم، واستقبلته امرأة ومعها صبيّ صغير، فدنا منها ولطم الطفل لطمة كادت تأتي عليه، فقالت المرأة: قطعت يدك! أيش أذنب هذا إليك؟ قال:
يا قحبة! هذا غدا يكون شرّا من هؤلاء الكشاخنة، لعنهم الله!