للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[١٠٤٣]- لما حارب الإسكندر دارا بن دارا تقرّب إليه قائدان من قواد دارا بقتله على شرط لهما وبذل، فلما قتلاه وفّى لهما بالشرط والبذل ثم قتلهما وقال: لم تكونا شرطتما أنفسكما، وليس لقتلة الملوك أن يستبقوا إلّا بذمّة لا تخفر.

[١٠٤٤]- ولما ملك الاسكندر بلاد الفرس هاب رجالهم لما رأى من كلامهم وعقولهم فهمّ بقتل أكابرهم، وكاتب أرسطاطاليس يستشيره فيهم، فنهاه عن قتلهم وقال: هذا من الفساد في الأرض، ولو قتلتهم لأنبتت أرض بابل أمثالهم، وأشار عليه بأن يفرّق المملكة بين أولاد الملوك لتتفرّق كلمتهم ولا يدين بعضهم لبعض، ففعل ذلك. حتى أمكنه تجاوز بلاد فارس إلى أرض الهند والصين، وكانت نتيجة هذا الرأي أن ملك الفرس تقسّم بعد موت الاسكندر، فصار في ملوك الطوائف مدة خمسمائة واحدى عشرة سنة، إلى أن قام بالملك أردشير بن بابك فجمع المملكة بعد معاناة شديدة ومشقة عظيمة، وقال أردشير: نحن نضرب بسيف أرسطاطاليس مذ هذه المدة البعيدة.

[١٠٤٥]- وقيل جلس الاسكندر يوما مجلسا عاما، فلم يسأل حاجة، فقال لجلسائه: والله ما أعدّ هذا اليوم من أيام عمري في ملكي. قيل: ولم أيها الملك، دامت لك السعادة؟ قال: لأنّ الملك لا يوجد التلذذ به إلا بالجود للسائل، والا باغاثة الملهوف، وإلا بمكافأة المحسن، وإلّا بانالة الطالب وإسعاف الراغب. قيل له: إنا نظنّ أنك أتعب الخلق وأنك لا تنام الليل ولا تنعم النهار ولا تجد لذة طعام ولا شراب، فقال: ليس كما ظننتم، إنّ الأمور التي أليها قد انقسمت لي بين مسموع بالأذن، وبين ملحوظ بالعين،


[١٠٤٣] قارن بما في سرح العيون ٦٥- ٦٦، وفي التاج: ١٠٩ ان الذين قتلوا دارا كانوا جماعة.
[١٠٤٤] وردت رسالة ارسطاطاليس الى الاسكندر في سرح العيون: ٦٧- ٦٨.
[١٠٤٥] منه جزء يسير في نثر الدر ٧: ٢١ (رقم ٨٦) : ومختار الحكم: ٢٤٤ وسرح العيون: ٧٣ ومنتخب صوان الحكمة: ١٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>