للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإني كفاني فقد من ليس جازيا ... بخير ولا في قربه متعلّل

ثلاثة أصحاب: فؤاد مشيّع ... وأبيض إصليت وصفراء عيطل [١]

أديم مطال الجوع حتى أميته ... وأضرب عنه الذكر صفحا فأذهل

وأستفّ ترب الأرض كيلا يرى له ... عليّ من الحق امرؤ متطوّل

ولولا اجتناب الذمّ لم يلف مشرب ... يعاش به إلا لديّ ومأكل

ولكنّ نفسا حرّة لا تقيم بي ... على الضيم إلا ريثما أتحوّل

فاما تريني كابنة الرمل ضاحيا ... على قنّة أحفى ولا أتسر بل

فإني لمولى الصبر أجتاب بزّه ... على مثل قلب الليث والحزم أفعل

«٩٥» - لما بلغ يزيد ومروان ابنا عبد الملك من عاتكة بنت يزيد بن معاوية قال لها عبد الملك: قد صار ابناك رجلين، فلو جعلت لهما من مالك ما يكون لهما فضيلة على إخوتهما، قالت: اجمع لي أهل معدلة من مواليّ ومواليك، فجمعهم وبعث معهم روح بن زنباع الجذامي، وكان [يدخل] على نسائهم، مدخل كهولتهم وجلّتهم، وقال له: أخبرها برضاي عنها، وحسّن لها ما صنعت، فلما دخلوا عليها اجتهد [٢] روح في ذلك، فقالت: يا روح، أتراني أخشى على ابنيّ العيلة وهما ابنا أمير المؤمنين؟ أشهدكم أني قد تصدقت بمالي وضياعي على فقراء آل أبي سفيان، فقام روح ومن معه، فلما نظر إليه عبد الملك مقبلا قال: أشهد بالله لقد أقبلت بغير الوجه الذي أدبرت به، قال أجل، تركت معاوية في الإيوان آنفا، وخبّره بما كان، فغضب،


[١] المشيع: الشجاع؛ الاصليت: الماضي؛ الصفراء العيطل: القوس الملساء الناعمة.
[٢] ر: احتد.

<<  <  ج: ص:  >  >>