للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

موافقا فقد فتح الله منه على مالي التلف، وإذا علم الصديق أن عندي زائرا ونبيذا دقّ عليّ الباب دقّ المدلّ، فان حجبناه فبلاء، وإن أدخلناه فشقاء، فإن بدا لي في استحسان حديث الناس عندي كما يستحسنه مني من أكون عنده فقد شاركت المسرفين، وفارقت إخواني من الصالحين [١] ، وصرت من إخوان الشياطين؛ فإذا صرت كذلك فقد ذهب كسبي من مال غيري، وصار غيري يكسب مني، وأنا لو ابتليت بأحدهما لم أقم له، فكيف اذا ابتليت بأن أعطي ولا آخذ؟ أعوذ بالله من الخذلان بعد العصمة، ومن الحور بعد الكور، ولو كان هذا في الحداثة لكان أحسن. هذا الدوشاب دسيس [٢] من الحرفة، وكيد من الشيطان، وخدعة من الحسود، وهي الحلاوة التي تعقب المرارة، وما أخوفني أن يكون أبو سليمان قد ملّني [٣] فهو يحتال لي الحيل.

«٩٨٧» - قال بعض البخلاء: يزعمون أن خبزنا خفاف؟ وأيّ ابن زانية يقدر أن يأكل منه أكثر من رغيف؟

«٩٨٨» - ودخل قوم على بعضهم وقد تغدّى مع أصحابه ولم يرفع المائدة، فقال لهم: كلوا وأجهزوا على الجرحى، يريد كلوا ما كسر ونيل منه ولا تعرضوا للصحيح.

«٩٨٩» - حدث محمد بن عيسى الحرفيّ، وكان جار أبي العتاهية، قال: كان لأبي العتاهية جار يلتقط النوى ضعيف سيء الحال متجمّل له


[١] البخلاء: المصلحين.
[٢] م: دسيس المرارة.
[٣] البخلاء: مل منادمتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>