للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٩٩٢» - قال يونس الخياط [١] : كان لأبي صديق وكان يدعوه يشرب معه فإذا سكر خلع عليه قميصه، فإذا صحا من الغد بعث إليه وأخذه منه، فقال أبي: [من الطويل]

كساني قميصا مرتين إذا انتشى ... وينزعه مني إذا كان صاحيا

فلي فرحة في سكره بقميصه ... وروعاته في الصّحو حصّت شواتيا

فيا ليت حظّي من سروري وروعتي ... يكون كفافا لا عليّ ولا ليا

«٩٩٣» - قال أشعب: ولي المدينة رجل من ولد عامر بن لؤي، وكان أبخل الناس وأنكدهم، وأغراه الله بي يطلبني في ليله ونهاره، فإذا هربت منه هجم على منزلي بالشّرط، وإن كنت في موضع بعث إلى من أكون عنده يطلبني منه، فيطالبني بأن أحدّثه وأضحكه، ولا أسكت ولا أنام، ثم لا يطعمني ولا يعطيني شيئا، ولقيت منه جهدا عظيما وبلاء شديدا، وحضر الحج فقال لي:

يا أشعب كن معي، قلت: بأبي أنت وأمي، أنا عليل وليست لي في الحج نية فقال: عليه وعليه، وقال [٢] إنّ الكعبة بيت النار لئن لم تخرج معي لأودعنّك الحبس حتى أقدم، فخرجت معه مكرها، فلما نزلنا المنزل أظهر أنه صائم، ونام حتى تشاغلت وأكل ما في سفرته، وأمر غلامه أن يطعمني رغيفين بملح، فجئت وعندي أنه صائم، ولم أزل منتظرا إلى المغرب أتوقّع إفطاره، فلما صلّيت المغرب قلت لغلامه: ما ينتظر بالأكل؟ قال: قد أكل منذ زمان، قلت:

أو لم يكن صائما؟ قال: لا، قلت: أفاطوي أنا؟ قال: قد أعدّ لك ما


[١] ر م: بن الخياط.
[٢] بأبي ... وقال: سقط من ع ر.

<<  <  ج: ص:  >  >>