للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«٩٩٤» - مرّ الفرزدق بمحمد بن وكيع بن أبي سود وهو على ناقة فقال له: غدّني فقال: ما يحضرني غداء، قال: فاسقني سويقا، قال: ما هو عندي، قال: فاسقني نبيذا، قال: أو صاحب نبيذ عهدتني؟ قال: فما يقعدك في الظل؟ قال: فما أصنع؟ قال: اطل وجهك بدبس ثم تحوّل إلى الشمس فاقعد فيها حتى يشبه لونك لون أبيك الذي تزعمه.

قال أبو عمرو بن الغلاء: فما زال ولد محمد يسبّون بذلك من قول الفرزدق.

«٩٩٥» - قال محمد بن سعد الكراني: كنّا في حلقة التوزي، فلما انفضّت قلنا: انهضوا بنا إلى محمد بن يسير، فصرنا إليه فلم يكن عنده إلا شاة وبقية خبز له أيام، فقدم ذلك لنا فقلنا: هذا جود الأذواء، أي هو من اليمن فقال: [من البسيط]

ماذا عليّ إذا ضيف تأوّبني ... ما كان عندي إذا أعطيت مجهودي

جهد المقلّ إذا أعطاك مصطبرا ... ومكثر من غنى سيّان في الجود

لا يعدم السائلون الخير أفعله ... إما نوال وإما حسن مردود

فقمنا إلى بيته غصبا فأكلنا من جلّة تمر كانت عنده أكثرها وحملنا الباقي، فكتب إلى والي البصرة عمر بن حفص هزار مرد: [من المديد]

يا أبا حفص بحرمتنا ... غبت عنها [١] حين تنتهك

خذ لنا ثأرا لجلتنا ... فبك الأوتار تدّرك

لهف نفسي حين تطرحها ... بين أيدي القوم تفترك [٢]


[١] الأغاني: عن نفسا.
[٢] الأغاني: تبترك.

<<  <  ج: ص:  >  >>