وكأني بمن لا يميل طبعه المنحرف إلى الفقيهات، قد عاب علينا بما أوردناه فيه، من أحكام الحرم وغيره، وكذا ما ذكرناه من منازل المهاجرين والأنصار والدور المباركات، وأسماء البقاع والجهات البعيدات، وإن كانت من التوابع والمضافات، وما درى موقع ذلك عند ذوي العنايات، والهمم العاليات، ومن جهل شيئا عاداه، والحمد لله على ما أولاه.
قال مؤلفه رحمه الله تعالى: فرغت من تأليفه في اليوم المبارك الرابع والعشرين من جمادى الآخرة عام ست وثمانين وثمانمائة بالمدينة الشريفة، ثم بلغني بعد الرحلة إلى مكة المشرفة في شهر رمضان منها ما أصيب به المسلمون من حريق المسجد فألحقته في محله، وسأتبعه بما يتعلق به من العمارة المتوقعة إن شاء الله تعالى.
قال مؤلفه: وكان الفراغ من تبييضه على يد مؤلفه بالمسجد الحرام المكي تجاه الكعبة المعظمة في سلخ شوال المبارك، عام ست وثمانين وثمانمائة، ثم ألحقت فيه ما سبق ذكره من العمارة المتجددة، وما ترتب عليها في محالها بعد رجوعي إلى المدينة الشريفة سنة ثمان وثمانين وثمانمائة، والحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الأكرمين، رضوان الله عليهم أجمعين.
وقد تم بحمد ذي القدرة والجبروت، الذي بيده ملكوت السموات والأرض- تحقيق هذا الكتاب المبارك إن شاء الله في شهر رمضان المعظم من سنة ١٣٧٤ هـ، والله سبحانه ولي التوفيق والسداد، وكان من عجائب المصادفات أن شرعت حكومة المملكة العربية السعودية بأمر كريم صدر من جلالة الملك المعظم سعود بن عبد العزيز آل سعود، في ترميم بعض مواطن من حرم النبي صلى الله عليه وسلم وعظم وبارك وكرم وتوسعته، فأحببنا أن نضيف تفصيل ذلك إلى هذا الكتاب كما أضاف المؤلف تفاصيل العمارة التي حدثت في زمانه، وجعلنا إضافتنا في أخريات الكتاب؛ لأننا لا نرى من حقنا أن نضيف في أثناء الكتاب ما ليس من عمل صاحبه، والله يتقبل منا ويجزينا بما هو أهله من الكرم والجود والإحسان، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.