تعالى عنه، فقال: والله ما هو إلا ظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه؟ والله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انطلق إلى الحسين وكلمه وناشده الله وقال له: أليس قد قال أخوك إن خفت أن يكون قتال فردوني إلى مقبرة المسلمين؟ فلم يزل به حتى فعل.
[تسمية من دفن مع الحسن]
وذكر ابن النجار أن مع الحسن رضي الله تعالى عنه في قبره ابن أخيه زين العابدين علي بن الحسين، وأبا جعفر الباقر محمد بن زين العابدين، وجعفرا الصادق ابن الباقر، رضوان الله عليهم أجمعين. وذكر الغزالي نحوه.
[دفن علي بالبقيع]
وروى الزبير بن بكار من طريق شريك بن عبد الله عن أبي روق قال: حمل الحسن بدن علي بن أبي طالب فدفنه بالبقيع.
قلت: وقد اتفق في سنة بضع وستين وثمانمائة حفر قبر بمشهد الحسن والعباس أمام قبلته، فوجدوا فسقية فيها تابوت من خشب مغشّى بشيء أحمر يشبه اللباد الأحمر مسمر بمسامير لها بريق وبياض لم تصدأ، وتعجب الناس لكونها لم تصدأ ولعدم بلاء ذلك الغشاء.
وأخبرني جمع كثير ممن شاهد ذلك، وأن على مدخل تلك الفسقية أحجارا من المسن، فلعله بدن علي رضي الله تعالى عنه.
[دفن رأس الحسين بن علي]
وذكر محمد بن سعيد أن يزيد بن معاوية بعث برأس الحسين رضي الله تعالى عنه إلى عمرو بن سعيد بن العاص، وكان عامله على المدينة، فكفنه ودفنه بالبقيع عند قبر أمه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. لكن ذكر ابن أبي الدنيا أنهم وجدوا في خزانة ليزيد رأس الحسين فكفنوه ودفنوه بدمشق عند باب الفراديس. وقيل غير ذلك، ولا بأس بالسلام على هؤلاء كلهم عند زيارة هذا المشهد.
[قبر العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه]
قال ابن شبة فيما نقله عن أبي غسان: قال عبد العزيز: دفن العباس بن عبد المطلب عند قبر فاطمة بنت أسد بن هاشم في أول مقابر بني هاشم التي في دال عقيل، فيقال: إن ذلك المسجد بني قبالة قبره، قال: وقد سمعت من يقول: دفن في موضع من البقيع متوسطا.
[قبر صفية بنت عبد المطلب رضي الله تعالى عنها]
قال عبد العزيز فيما نقله ابن شبة: توفيت صفية فدفنت في آخر الزقاق الذي يخرج إلى البقيع عند باب الدار التي يقال لها دار المغيرة بن شعبة التي أقطعه عثمان بن عفان لازفا