للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكان الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه قد اشتراها بمائة وسبعين ألفا، وبيعت في تركته بألف ألف وستمائة ألف.

وروى الزبير بن بكار عن عبيد الله بن الحسن العلوي قال: قال معاوية بن أبي سفيان لعبد الرحمن بن أبي أحمد بن جحش، وكان وكيله بضياعه بالمدينة، يعني أودية اشتراها واعتملها، فلبث ثم جاء فقال: قد وجدت لك أودية بجهة، قال: قل، قال: البلدة، قال:

لا حاجة لي بها، قال: النخيل، قال: لا حاجة لي به، قال: رعان، قال: لا حاجة لي به، قال: الغابة، قال: اشترها لي، فقال له ابن أبي أحمد: ذكرت لك أودية لا تعرفها فكرهتها، وذكرت لك واديا لا تعرفه فقلت اشتره، فقال: ذكرت البلدة فبلدت عليّ والنخيل وكان مصغرا ورعان فنهتني عن نفسها والغابة فدلتني على كثرة مائها، وقد قال الأول:

إن كنت تبغي العلم أو مثله ... أو شاهدا يخبر عن غائب

فاختبر الأرض بأسمائها ... واعتبر الصاحب بالصاحب

قلت: أخذ من لفظ الغابة كثرة مائها لأنها لغة ذات الشجر المتكاتف، فتغيب ما فيها، وذلك لكثرة الماء، وعن محمد بن الضحاك أن العباس رضي الله تعالى عنه كان يقف على سلع فينادي غلمانه وهم بالغابة فيسمعهم، وذاك من آخر الليل، وبينهما ثمانية أميال.

وقال المجد: الغابة على نحو بريد، وقيل: ثمانية أميال من المدينة.

قلت: يحمل البريد على أقصاها، وما بعده على أثنائها، وأما أدناها فقد سبق في الحفياء.

وقال ياقوت: إن السباع وفدت على النبي صلى الله عليه وسلم بالغابة تسأله أن يفرض لها ما تأكله، وروى ابن زبالة حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قصر الصلاة بالغابة في غزوة ذي قرد.

[ذات الغار:]

بئر عذبة كثيرة الماء على ثلاثة فراسخ من السوارقية، وغار الآتي في شاهد مثعر هو من الصدارة نحو شرف السيالة شرقا، والغار بأحد فوق المهراس، لما سيأتي في المهراس.

[الغبيب:]

بالضم تصغير غب، اسم موضع مسجد الجمعة.

[ذو غثث:]

كصرد بمثلثتين، جبل بحمى ضرية.

[غدير الأشطاط:]

بالفتح وشين معجمة وطاءين، على ثلاثة أميال من عسفان مما يلي مكة.

<<  <  ج: ص:  >  >>