وقال: ما كنت أطلب الملك بعد ما منّ الله عليّ بالإسلام، وكان من أطول الناس قامة وأحسنهم وجها.
وقال ابن هشام: صح عندي أن أبا نيزر من ولد النجاشي، فرغب في الإسلام صغيرا، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصار مع فاطمة وولدها.
قال أبو نيزر: جاءني عليّ وأنا أقوم على الضيعتين عين أبي نيزر والبغيبغة فقال: هل عندك من طعام؟ وذكر قصة أكله وشربه، قال: ثم أخذ المعول وانحدر فجعل يضرب، وأبطأ عليه الماء، فخرج وقد تصبّب جبينه عرقا، فانتكف العرق عن جبينه، ثم أخذ المعول وعاد إلى العين، فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم، فسالت كأنها عنق جزور، فخرج مسرعا، وقال: أشهد الله أنها صدقة، عليّ بدواة وصحيفة، قال: فجئت بهما إليه، فكتب وذكر الصدقة بالضيعتين البغيبغة وعين أبي نيزر، على فقراء أهل المدينة وابن السبيل، لا يباعان ولا يوهبان، إلا أن يحتاج لهما الحسن أو الحسين فهما طلق لهما، وليس ذلك لغيرهما.
قال ابن هشام: فركب الحسين رضي الله تعالى عنه دين فحمل إليه معاوية بعين أبي نيزر مائتي ألف دينار، فأبى أن يبيع.
[عين الأزرق:]
وتسميها العامة العين الزرقاء، تقدمت في تتمة الفصل الأول من الباب السادس.
عين تحنّس:
بضم المثناة فوق وفتح الحاء المهملة وكسر النون المشددة وسين مهملة، كانت بالمدينة للحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما، استنبطها غلام له يقال له تحنس، وباعها علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما من الوليد بن عقبة بن أبي سفيان بسبعين ألف دينار، قضى بها دين أبيه الحسين إذ قتل وعليه هذا القدر.
[عين الحديد:]
بإضم.
[عيون الحسين:]
بن زيد بن علي بن الحسين وهي ثلاث بأعمال المدينة: إحداهما بالمضيق، والآخرى بذي المروة، والثالثة بالسقيا.
روى أبو الفرج النهرواني عنه أنه نشأ في حجر أبي عبد الله جعفر الصادق، فلما بلغ قال له: ما يمنعك أن تتزوج من فتيات قومك؟ قال: فأعرضت عن ذلك، فأعاد، فقلت:
من ترى؟ فقال: كلثوم بنت محمد بن عبد الله الأرقط، فإنها ذات جمال ومال، فأرسلت إليها، فضحكت من رسولي وتعجّبت من جرأتي على ذلك، فأخبرت أبا عبد الله، فألبسني ثوبين يمنيين معلمين، ثم قال: تعرض أن تمر بمنزلها واحرص على أن تعلم