وروى يحيى عن ابن أبي الزناد أن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان يجلس على المجلس، ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما ولي أبو بكر قام على الدرجة الثانية، ووضع رجليه على الدرجة السفلى، فلما ولي عمر قام على الدرجة السفلى، ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولي عثمان فعل ذلك ست سنين من خلافته؛ ثم علا إلى موضع النبي صلّى الله عليه وسلّم.
ثم قال: قالوا فلما استخلف معاوية زاد في المنبر، فجعل له ست درجات، وكان عثمان أول من كسا المنبر قبطية.
[أراد معاوية أن ينقل المنبر إلى الشام]
قالوا: فلما قدم معاوية عام حج حرك المنبر، وأراد أن يخرجه إلى الشام، فكسفت الشمس يومئذ، حتى بدت النجوم، فاعتذر معاوية إلى الناس، وقال: أردت أنظر إلى ما تحته، وخشيت عليه من الأرضة. قال بعضهم: وكساه يومئذ قبطية أو لينة. ثم أسند عن سعيد ابن عمرو قصة تحريك معاوية للمنبر، وأن الشمس كسفت، واعتذاره بأن خشي عليه الأرضة، وأنه كساه يومئذ قبطية يكون عليه أو لينة، فكان يقال: هو أول من كساه، قال يحيى: وأثبتهما عندنا أن عثمان هو أول من كساه، وقد نقل ذلك ابن النجار عن الواقدي عن ابن أبي الزناد، قال: فسرقت الكسوة امرأة، فأتى بها عثمان، فقال لها: هل سرقت؟
قولي لا، فاعترفت، فقطعها، واتفق لامرأة مع ابن الزبير مثل ذلك.
وفي تاريخ الواقدي: أراد معاوية رضي الله عنه سنة خمسين تحويل منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى دمشق، فكسفت الشمس يومئذ، وكلمه أبو هريرة رضي الله عنه فيه، فتركه، فلما كان عبد الملك أراد ذلك فكلمه قبيصة فتركه؛ فلما كان الوليد أراد ذلك فأرسل سعيد بن المسيب إلى عمر بن عبد العزيز فكلمه فيه فتركه، فلما كان سليمان قيل له في تحويله قال: لا؛ ها الله، أخذنا الدنيا ونعمد إلى علم من أعلام الإسلام نريد تحويله؟ ذاك شيء لا أفعله؛ وما كنت أحب أن يذكر هذا عن عبد الملك ولا عن الوليد! ما لنا ولهذا؟
[رفع المنبر ست درجات]
وأسند ابن زبالة عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: بعث معاوية رضي الله عنه إلى مروان يأمره أن يحمل إليه منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فأمر به أن يقلع، فأظلمت المدينة، وأصابتهم ريح شديدة، قال: فخرج عليهم مروان فخطبهم، وقال: يا أهل المدينة إنكم تزعمون أن أمير المؤمنين بعث إلى منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلم، وأمير المؤمنين أعلم بالله من أن يغير منبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن ما وضعه عليه، إنما أمرني أن أكرمه وأرفعه، قال: فدعا نجارا فزاد فيه الزيادة التي هو عليها اليوم، ووضعه موضعه اليوم.
وفي رواية له عن ابن قطن: قلع مروان بن الحكم منبر رسول الله، وكان درجتين