صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد لهم في بني أمية من الأنصار، وكان في موضع الكبابين الخربتان عند مال نهيك، وعن محمد بن عبد الرحمن بن وائل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في تلك الخربة، وكان قريبا من مصلّى النبي صلى الله عليه وسلم هناك أجم، فانهدم، فسقط على المكان الذي فيه، فترك وطرح عليه التراب حتى صار كباء.
وروى ابن زبالة عن سعيد بن عمران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في بني أمية في موضع الكباء عند مال نهيك بن أبي نهيك.
قال المطري: ودارهم شرقي دار بني الحارث بن الخزرج، وفيهم كان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه نازلا بامرأته الأنصارية حين كان يتناوب النزول إلى المدينة هو وجاره من الأنصار.
قلت: الذي يتحرر مما سبق في المنازل أنهم كانوا قرب النواعم وبئر العهن، وهي من أموالهم كما سنبينه في الآبار، ويمر سيل مذينب من بيوتهم ثم يسقي الأموال. وبالحرة الشرقية قريبا من الموضع المذكور آثار قرية يمر بها سيل مذينب الظاهر أنها قريتهم. ويشهد لذلك أن ابن إسحاق ذكر في مقتل كعب بن الأشرف- وكان في بني النضير- أن محمد بن مسلمة ومن معه انتهوا إلى حصنه في ليلة مقمرة فهتف به أبو نائلة، ثم ذكر قتله، وأن محمد بن مسلمة قال: فخرجنا حتى سلكنا على بني أمية بن زيد، ثم على بني قريظة، ثم على بعاث حتى أسندنا في حرة العريض.
[مسجد بني وائل الأوسي]
ومنها: مسجد بني وائل من الأوس- روى ابن زبالة عن الحارث بن الفضل أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد بني وائل.
وروى ابن شبة عن سلمة بن عبد الله الخطمي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في بيت القعدة عند مسجد بني وائل، وعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد بني وائل بين العمودين المقدمين خلف الإمام بخمسة أذرع أو نحوها، قال: وضربنا ثمّ وتدا.
قال المطري: والظاهر أن منازلهم كانت في شرق مسجد الشمس.
قلت: الظاهر أنها بقباء، وأن هذا المسجد هو المراد بقول ابن النجار: إن بالمدينة عدة مساجد خراب فيها المحاريب وبقايا الأساطين وتنقض وتؤخذ حجارتها فيعمر بها الدور:
أحدها مسجد بقباء قريب من مسجد الضّرار فيه أسطوان قائمة، انتهى؛ فكأنه فيما بين زمان المطري وزمانه نقضت بقيته بحيث لم يدرك له المطري أثرا.
[مسجد بني واقف]
ومنها: مسجد بني واقف من الأوس- روى ابن زبالة عن الحارث بن الفضل أن النبي