الشرف وإنها الحمى الأيمن، وقال نصر: هي من منازل الحاج بين السليلة والعقيق، أي الذي بذات عرق.
وفي تاريخ عبيد الله الأهوازي أنها خربت في سنة تسع عشرة وثلاثمائة؛ لاتصال الحروب بين أهلها وأهل ضرية ثم استأمن أهل ضرّية إلى القرامطة، فاستنجدوهم عليهم، فارتحل أهل الرّبذة عنها فخربت، وكان أحسن منزل بطريق مكة.
وقال الأسدي: الرّبذة لقوم من ولد الزبير، وكانت لسعد بن بكر من فزارة، ووصف ما بها من البرك والآثار، وقال: إن بها بئرا تعرف ببئر المسجد بئر أبي ذر الغفاري.
وتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم حمى الربذة لإبل الصدقة، وقيل: أبو بكر، وقيل: عمر، وهو المشهور.
وروى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما أن عمر حمى الربذة لنعم الصدقة، ولهذا نقل الهجري عن جماعة أن أول من أحمى الحمى بالربذة عمر بن الخطاب لقصاص الصدقة، وأن سعة حماه الذي أحمى بريد في بريد، وأن سرّة حمى الربذة كانت الحرة، ثم زاد الولاة بعد في الحمى، وآخر من أحماه أبو بكر الزبيري لنعمه، وكان يرعى فيه أهل المدينة، وكان جعفر بن سليمان في عمله الأخير على المدينة أحماه لظهره بعد ما أبيحت الأحماء في ولاية المهدي، ثم لم يحمه أحد منذ عزل بكار الزبير.
وأول أعلامه رحرحان جبل غربي الزبدة على أربعة وعشرين ميلا منها في أرض بني ثعلبة بن سعد كثير القنان، وأقرب المياه منه ماء يقال له الكديد حفائر عادية عذاب، ثم أروم جبل عن يسار المصعد، ويدعى الجندورة في أرض بني سليم، وأقرب المياه منه ماء لبني سليم يدعى ذنوب داخل في الحمى على اثني عشر ميلا من الربذة، ثم اليعملة، وبها مياه كثيرة، بينها وبين الربذة ثلاثة عشر ميلا، ثم عن يسار المصعد هضبات حمر يدعين فوافى بأرض بني سليم، على اثني عشر ميلا من الربذة، ثم عمود المحدث، وهو عمود أحمر في أرض محارب، بأصله مياه تدعى الأقعسية، على أربعة عشر ميلا من الربذة، وهو بلد واسع.
[حمى ضرية]
ومنها: حمى ضرية قرية سميت باسم بئر يقال لها ضرية، وقال ابن الكلبي: سميت ضرية بضرية بنت نزار، وهي أم حلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة، وقال الأصمعي:
ويقال ضرية بنت ربيعة بن نزار، وقال نصر: ضرية صقع واسع بنجد، ينسب إليه حمى ضرية، يليه أمير المدينة، وينزل به حاج البصرة، قال أبو عبيد البكري: ضرية إلى عامل المدينة، وقال غيره: وهي قرية عامرة قديمة في طريق مكة من البصرة، وهي إلى مكة أقرب، غير أنها من أعمال المدينة يحكم عليها واليها.