ومنها: مشهد إسماعيل بن جعفر الصادق، وهو كبير يقابل مشهد العباس في المغرب، وهو ركن سور المدينة اليوم من القبلة والمشرق، بني قبل السور، فاتصل السور به، فصار بابه من داخل المدينة، قال المطري: بناه بعض العبيديين من ملوك مصر.
قلت: على باب المشهد الأوسط الذي أمامه الرحبة التي بها البئر التي يتبرك بها حجر فيه أن حسين بن أبي الهيجاء عمره سنة ست وأربعين وخمسمائة، ولعله المطري نسب ذلك لبعض العبيديين؛ لأن ابن أبي الهيجاء كان من ورائهم.
قال المطري: ويقال إن عرصة هذا المشهد وما حوله من جهة الشمال إلى الباب كانت دار زين العابدين، وبجانب المشهد الغربي مسجد صغير مهجور يقال: إنه مسجد زين العابدين.
قلت: على يمين الداخل إلى المشهد بين الباب الأوسط والأخير حجر منقوش فيه وقف الحديقة التي بجانب المشهد في المغرب على المشهد: وقفها إن أبي الهيجاء، ونسبة المسجد الذي بطرف الحديقة بجانب المشهد لزين العابدين، وأن عرصة المشهد داره، وأن بئره تلك يتداوى بها.
ويقال: إن ابنه جعفرا الباقر سقط بها وهو صغير، وزين العابدين يصلي، فلم يقطع صلاته.
وفي كلام ابن شبة ما يصلح أن يكون مستندا في نسبة تلك العرصة لزين العابدين؛ لذكره دارا تقرب من وصفها، ونسبها لولده، فقال: واتخذت صفية بنت حيي دار زيد بن علي بن حسين بن علي، وقد صارت دارين، وهما جميعا دار واحدة، بنى زيد بن علي شقها الشرقي الذي يلي البقيع، وبنى آل أبي سويد الثقفي شقها الغربي الذي يلي دار السائب مولى زيد بن ثابت، فيحتمل أنه نسبها لولده لكونه بناها وكانت لأبيه، وقال أيضا: واتخذ جعفر بن أبي طالب دارا بين دار أبي رافع مولى النبي صلى الله عليه وسلم بالبقيع وبين دار أسماء بنت عميس التي في شامي دار أبي رافع تحت سقيفة محمد بن زيد بن علي بن حسين. وبيّن ابن شبة أن دار أبي رافع ناقل بها سعد بن أبي وقاص أبا رافع فدفع لأبي رافع داره بالبقال.
وقد تقدم ذكر الشارع الذي يخرج إلى البقال في قبور أمهات المؤمنين، وأنه في غربي المشهد المعروف بهن؛ لما سيأتي في ترجمة البقال، وقد جدد مسجد زين العابدين سنة أربع وثمانين وثمانمائة.
وأما المشاهد المعرفة بالمدينة في غير البقيع فثلاثة.