بفتحات، واد من ناحية بدر، إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بدر الأولى طالبا لكرز الفهري الذي أغار على سرح المدينة، وقال وداك بن ثميل المازني:
رويد بني شيبان بعض وعيدكم ... تلاقوا غدا خبلى على سفوان
تلاقوا جيادا لا تحيد عن الوغى ... إذا ما بدت في المأزق المتداني
عليها الكّماة العزّ من آل مازن ... أولات طعان عند كل طعان
[سقاية سليمان:]
بن عبد الملك بالجرف على محجة من خرج إلى الشام، يعسكر بها الخارج من المدينة إلى الشام، وكذا من خرج إلى مصر قديما.
[السقيا:]
بالضم ثم السكون، سقيا سعد بالحرة الغربية كما سبق في الآبار، وقرية جامعة من عمل الفرع بطريق الحاج القديمة، قال السهيلي: سميت السقيا بابار كثيرة فيها وبرك. وسئل كثير: لم سمّيت بذلك؟ فقال لأنهم سقوا بها ماء عذبا، وقال ابن الفقيه:
لما رجع تبع من المدينة نزل السقيا وقد عطش، فأصابه بها مطر، فسماها السقيا، وقال الخوارزمي: السقيا قرية عظيمة قريبة من البحر، على مسيرة يوم وليلة، وقال المجد: هي على يومين من المدينة، ومأخذه قول أبي داود عقب حديث الاستعذاب من السقيا، قال قتيبة: هي عين بينها وبين المدينة يومان، وتقدم أن حديث الاستعذاب إنما هو في سقيا سعد بالمدينة، ومع ذلك فهو مخالف لقول المجد في القاحة: إنها قبل السقيا بميل، على ثلاث مراحل من المدينة، بل قال: إن الأبواء على نحو خمسة أيام من المدينة، وسبق أنها بعد السقيا بأحد عشر ميلا، فالسقيا على نحو أربعة أيام من المدينة، وبه صرح الأسدي، فإنه ذكر ما حاصله أن بينهما مائة ميل إلا أربعة أميال، والسقيا اليوم معروفة على نحو هذه المسافة، ويوافقه قول المجد: الفرع عن يسار السقيا على ثمانية برد من المدينة، وقول عياض: بين السقيا وبين الفرع مما يلي الجحفة سبعة عشر ميلا، والسقيا أيضا: موضع بوادي الجزل ببلاد عذرة قرب وادي القرى، وذكر الأسدي أنها على نحو سبع مراحل من المدينة، وعلى نحو مرحلتين من ذي المروة، وأنه كان يلتقي بها من يريد المدينة الشريفة على غير طريق الساحل مع من يصل من الشام.
[سقيفة بني ساعدة:]
تقدمت بمنازلهم ومساجدهم، وقال الأزهري: السقيفة كل بناء سقف به صفة أو شبه صفة مما يكون بارزا، وقال المجد: سقيفة بني ساعدة ظلّة كانوا يجلسون تحتها عند بئر بضاعة، ولعله يريد قربها من جهة بئر بضاعة، لما سبق من أنها بمنزل رهط سعد، وهو القائل يوم بيعة أبي بكر بها: منا أمير ومنكم أمير، ولم يبايع أبا بكر ولا غيره، وقتلته الجن بحوران فيما يقال.