للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية له: قضى في السيل المهزور أن يمسك حتى يبلغ الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل، كذا قال في «السيل المهزور» والمشهور كما قال السبكي «في سيل المهزور» .

وفي الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في سيل مهزور ومذينب: يمسك حتى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل.

وروى ابن شبة: قضى في سيل مهزور أن يمسك الأعلى على الأسفل حتى يبلغ الكعبين والجدر، ثم يرسل الأعلى على الأسفل، وكان يسقي الحوائط.

وعن جعفر قال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في سيل مهزور أن لأهل النخيل إلى العقيق، ولأهل الزرع إلى الشراكين، ثم يرسلون الماء إلى من هو أسفل منهم.

وهو صريح فيما قاله المتولي والماوردي من أن التقدير بالكعبين ليس على عموم الأزمان والبلدان والزرع والشجر؛ لأن الحاجة تختلف، ولم يقف السبكي على هذه الرواية فقال:

وهو قوي، والحديث واقعة حال، ولولا هيبة الحديث لكنت أختاره.

[خاتمة في مجتمع الأودبة ومغائضها]

[مجتمع سيول العالية]

قال الزبير: ثم يلتقي سيل العقيق ورانونا بواد آخر وذي صلب وذي ريش وبطحان ومعجف ومهزور وقناة بزغابة، وسيول العوالي هذه يلتقي بعضها ببعض قبل أن يلتقي العقيق ثم يجتمع، فيلتقي العقيق بزغابة.

قلت: والحاصل أن سيول العالية ترجع إلى بطحان وقناة، ثم تجتمع مع العقيق بزغابة عند أرض سعد بن أبي وقاص كما صرح ابن زبالة.

قال الزبير: وذلك أعلى وادي إضم، وفيه يقول إسحاق الأعرج:

غشيت ديارا بأعلى إضم ... محاها البلى واختلاف الدّيم

قال الهجري: سمى إضم لانضمام السيول به واجتماعها فيه، وقال ابن شبة: تجتمع هذه الأودية بزغابة، وهو بطرف وادي إضم، سمي بإضم لانضمام السيول به.

قلت: ويسمى اليوم بالضيقة، ويسمى زغابة بمجتمع السيول، ولهذا أورد الزبير هنا حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم «ركب إلى مجتمع السيول فقال: ألا أخبركم بمنزل الدجال من المدينة» ؟

الحديث.

قال الزبير: ثم تمضي هذه السيول إذا اجتمعت فتنحدر على عين أبي زياد والصورين في أدنى الغابة، ثم تلتقي هذه السيول في وادي نقمى ووادي نعمان أسفل من عين زياد، ثم تنحدر هذه السيول فتلقاها سيول الشعاب من كنفيها، ثم يلقاها وادي ملك بذي خشب

<<  <  ج: ص:  >  >>