بين باب عاتكة وخوخة أبي بكر الآتية بابان سدّا عند تجديد الحائط، وتبعه على ذلك من بعده، والذي اقتضاه كلام ابن زبالة ويحيى وابن النجار أنه ليس بين باب عاتكة وبين الخوخة سوى باب زياد، ولهذا لما أسقط ابن النجار ذكر الخوخة من الأبواب وجعل أبواب هذه الجهة سبعة قال: الخامس باب عاتكة، السادس باب زياد، السابع باب مروان، انتهى.
وبه يعلم أن الصواب ما قدمناه، والله أعلم.
[خوخة تجاه خوخة أبي بكر]
التاسع عشر: الخوخة المجعولة تجاه خوخة أبي بكر رضي الله عنه لما زيد في المسجد، وهو معنى ما تقدم عن ابن زبالة حيث قال في عدد الأبواب: ومما يلي المغرب ثمانية أبواب، ومنها الخوخة التي تقابل يمنى خوخة أبي بكر.
قلت: وكانت شارعة في رحبة دار القضاء كما قدمناه من كلام ابن زبالة وقدمنا أيضا في زيادة عمر رضي الله عنه عن أبي غسان قال: أخبرني محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أن عمه أخبره أن الخوخة الشارعة في دار القضاء في غربي المسجد خوخة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أي: المجعولة في محاذاة خوخته.
قال ابن زبالة في ذكر الكتابة على أبواب المسجد: وليس على الخوخة لا من داخل المسجد ولا من خارجه كتابة، وقد قدمنا أن لهذه الخوخة اليوم بابا مما يلي المسجد، وأنه باب حاصل يعرف بحاصل النورة، وهي معروفة بخوخة أبي بكر، ويؤخذ مما تقدم أن ذلك الحاصل من دار القضاء، وبابه اليوم هي الفتحة الثالثة من الفتحات التي على يسار الداخل من باب السلام، جعل باب في موضع الخوخة يدخل منه للمسجد، وبعده شباك، ثم باب يدخل منه للمدرسة الأشرفية.
العشرون: باب مروان، سمي بذلك لملاصقته لداره التي كانت في قبلة المسجد مما يلي الباب المذكور، وبعضها ينعطف على المسجد من جهة المغرب، وفي موضعها اليوم الميضأة التي أنشأها المنصور قلاوون الصالحي عام ست وثمانين وستمائة، ويعرف الباب المذكور أيضا بباب السلام، وباب الخشوع، قاله المطري. وفي رحلة ابن جبير أنه يعرف بباب الخشية، اه. والزوار غالبا إنما يدخلون منه؛ لكونه أقصد إلى طريقهم من باب المدينة، فلا يخفى مناسبة تسميته بذلك كله.
قال المطري: ولم يكن في القبلة حتى إلى اليوم باب إلا خوخة آل عمر، أو خوخة لمروان عند داره في ركن المسجد الغربي، شاهدناها عند بناء المنارة الكبيرة المستجدة، كان يدخل من داره إلى المسجد منها، وقد انسدت بحائط المنارة الغربي.
قال الزين المراغي: وينبغي الاعتراض على من أطلق أن مروان كان يدخل منها