خنادقهم؛ فوليت الحصين بن نمر ناحية ذباب وما والاها، ووجهت حبيش بن دلجة إلى ناحية بقيع الغرقد، وكنت ومن معي من قواد أمير المؤمنين في وجه بني حارثة، فأدخلنا عليهم الخيل حين ارتفع النهار من ناحية بني عبد الأشهل، فما صليت الظهر إلا في مسجدهم، وإنا أوقعنا بهم السيوف فقتلنا من أشرف لنا منهم، وتبعنا مدبرهم، وأجهزنا على جريحهم، وانتهبناها ثلاثا» انتهى.
وقد تقدم في الفصل الخامس عشر من الباب الثاني أن بعض بني حارثة فتح لأهل الشام طريقا من قبلهم، وأنهم أتوا من قبل بني حارثة. ونقل الواقديّ أن أول ما انتهبت والحرب بعد لم تنقطع دار بني عبد الأشهل، أي لأنها التي كانت تليهم بعد الدخول من بني حارثة، والله أعلم.
[مسجد القرصة]
ومنها: مسجد القرصة، روى رزين عن يحيى بن قتادة عن مشيخة قومه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأتي دور الأنصار فيصلي في مساجدهم، فصلى في مسجد القرصة، والقرصة: ضيعة لسعد بن معاذ، قال الزين المراغي: فلعلها القرصة المعروفة اليوم بطرف الحرة الشرقية من جهة الشمال؛ لأنها قريبة من منازل بني عبد الأشهل رهط سعد، غير أن المسجد لا يعرف فيها اليوم.
قلت: رأيت بها قرب البئر على رابية أثر مسجد، والله أعلم.
[مسجد بني حارثة]
ومنها: مسجد بني حارثة من الأوس روى ابن شبة عن الحارث بن سعد بن عبيد الحارثي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد بني حارثة.
وروى ابن زبالة عن إبراهيم بن جعفر عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد بني حارثة، وقضى فيه في شأن عبد الرحمن بن سهل، يعني المقتول بخيبر، أخي عبد الله بن سهل بني عم حويصة ومحيصة.
وتقدم في المنازل أن بني حارثة تحوّلوا قبل الإسلام من دار بني عبد الأشهل إلى دارهم في سند الحرّة التي بها الشيخان شاميّ بني عبد الأشهل، خلاف ما ذكره المطري من أن منازلهم بيثرب.
[مسجد الشيخين (البدائع)]
ومنها: مسجد الشيخين، ويقال له:«مسجد البدائع» .
روى ابن شبة عن المطلب بن عبد الله أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد الذي عند الشيخين، وبات فيه، وصلّى فيه الصبح يوم أحد، ثم غدا منه إلى أحد.