قلت: والعين اليوم جارية عنده، لكن لا تعرف بهذا الاسم.
قال المجد: وهذا المسجد اليوم من المساجد المقصودة المشهورة، والمعابد المشهودة المذكورة، تحمل إليه النذور، ويتقرب إلى الله بالزيارة له والحضور، ولا يخفى على النفس المؤمنة روح ظاهرة على ذلك المكان، وأنس يشهد له بأنه حضرة سيد الإنس والجان.
[مساجد الفرع]
ومنها: مساجد ثلاثة بالفرع- بضم الفاء- يمر بها من سلك طريقها إلى مكة.
روى ابن زبالة عن أبي بكر بن الحجاج وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل الأكمة من الفرع، فقال في مسجدها الأعلى، ونام فيه، ثم راح فصلى الظهر في المسجد الأسفل من الأكمة، ثم استقبل الفرع فبرّك فيها، وكان عبد الله بن عمر ينزل المسجد الأعلى فيقيل فيه، فيأتيه بعض نساء أسلم بالفراش، فيقول: لا، حتى أضع جنبي حيث وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنبه، وأن سالم بن عبد الله كان يفعل ذلك، وروى أيضا عن عبد الله بن مكرم الأسلمي عن مشيخته أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل في موضع المسجد بالبرود من مضيق الفرع، وصلّى فيه.
[مسجد الضيقة]
ومنها: مسجد بالضيقة وكهف أعشار- روى ابن زبالة عن أبي بكر بن الحجاج وسليمان بن عاصم عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد في الضيقة مخرجه من ذات حماط. وذكر الزبير ذات الحماط في الأودية التي تصبّ في وادي العقيق في القبلة مما يلي المغرب قرب البقيع، ثم روى هذا الحديث. وذكر أيضا في هذه الأودية كهف أعشار، كما سيأتي عنه، ثم روي عن أبي بكر بن الحجاج وسليمان بن عاصم عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بني المصطلق نزل في كهف أعشار وصلى فيه.
[مسجد مقمل]
ومنها: مسجد مقمل، بوسط النقيع حمى النبي صلى الله عليه وسلم، على يومين من المدينة في جهة درب المشبان.
روى ابن زبالة عن محمد بن هيصم المزني عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم أشرف على مقمل ظرب وسط النقيع، وصلّى عليه، فمسجده هنالك.
قال أبو هيصم المدني: وكان أبو البحتري وهب بن وهب في سلطانه على المدينة بعث إليّ بثمانين درهما فعمرته بها.
قال أبو علي الهجري: إن مقملا على ظرب صغير، على غلوة من برام، عليه المسجد المذكور، ووهم المجد فعدّه في مساجد المدينة.