أمية، وهي أول من هاجر مع زوجها أبي سلمة إلى الحبشة ثم هاجرت إلى المدينة، كذا ذكر بعض أهل السير، وقال أبو عمر: تزوجها صلّى الله عليه وسلّم سنة اثنتين بعد بدر في شوال.
[غزوة ذات الرقاع]
وفيها غزوة ذات الرقاع بعد بني النضير بشهرين عند ابن إسحاق، وقيل: في الخامسة، وذكرها البخاري بعد خيبر لما في الصحيح من حضور أبي موسى الأشعري فيها، وهو من أصحاب السفينة، ولا مانع من التعدد، والله أعلم.
[السنة الخامسة من الهجرة]
السنة الخامسة: ثم فك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سلمان من الرق، ثم خرج إلى دومة الجندل، فرجع ولم يلق كيدا. ثم توفيت أم سعد بن عبادة.
ثم كسف القمر في جمادى الآخرة؛ فصلى بهم كصلاة كسوف الشمس.
قلت: وجعلت اليهود يضربون بالطساس، ويقولون: سحر القمر. وروى ابن حبان في صحيحه أنه صلّى الله عليه وسلّم صلّى لكسوف القمر، والله أعلم.
ثم أصابت قريشا شدة، فبعث إليهم بفضة يتألفهم بها. ثم وفد بلال بن الحارث المزني، فكان أول وافد مسلم إلى المدينة. ثم قدم ضمام بن ثعلبة، ثم غزا المريسيع في شعبان، وفيها أنزلت آية التيمم بسبب عقد عائشة رضي الله عنها.
قلت: وسيأتي أن الأشبه أن بني المصطلق هي هذه، والله أعلم.
ثم غزوة الخندق.
[غزوة الخندق]
قلت: هكذا ذكره ابن إسحاق، وهو المعتمد، وقال موسى بن عقبة: كانت في شوال سنة أربع، وصححه النووي في الروضة، مع قوله بأن بني قريظة في الخامسة، وهو عجيب؛ لما سيأتي من أنها كانت عقيب الخندق، سميت بذلك لحفر النبي صلّى الله عليه وسلّم الخندق بإشارة سلمان الفارسي، وتسمى بالأحزاب لاجتماع طوائف من المشركين فيها على الحرب، وهم الذين سماهم الله تعالى الأحزاب، وأنزل الله في ذلك صدر سورة الأحزاب، وذلك أن حيي بن أخطب في نفر من بني النضير خرجوا من خيبر إلى مكة، فحرضوا قريشا على الحرب، وخرج كنانة بن أبي الحقيق يسعى في بني غطفان ويحضهم على قتال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على أن لهم نصف ثمر خيبر، فأجابه عيينة بن حصن الفزاري، وكتبوا إلى حلفائهم من بني أسد فأقبل إليهم طليحة بن خويلد فيمن أطاعه، وخرج أبو سفيان بن حرب بقريش، فنزلوا مر الظهران، فجاءهم من أجابهم من بني سليم، وكانوا قد استمدوهم فصاروا في جمع عظيم- ذكر ابن إسحاق بأسانيد أن عدتهم عشرة آلاف، قال: