وروى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن غير واحد منهم عبد العزيز بن أبي حازم ونوفل بن عمارة قالوا: إن كانت عائشة تسمع صوت الوتد يوتد والمسمار يضرب في بعض الدور المطيفة بمسجد النبي صلّى الله عليه وسلّم، فترسل إليهم لا يؤذوا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قالوا: وما عمل على مصراعي داره إلا بالمناصع، توقيا لذلك.
وفي الوفاء لابن الجوزي من طريق أبي محمد الدارمي بسنده عن أبي الجوزاء.
[سنة أهل المدينة في أعوام الجدب]
قال: قحط أهل المدينة قحطا شديدا، فشكوا إلى عائشة رضي الله عنها فقالت:
فانظروا قبر النبي صلّى الله عليه وسلّم، فاجعلوا منه كوة إلى السماء حتى لا يكون بينه وبين السماء سقف، ففعلوا، فمطروا حتى نبت العشب وسمنت الإبل حتى تفتقت من الشحم، فسمي عام الفتق.
قال الزين المراغي: واعلم أن فتح الكوة عند الجدب سنة أهل المدينة حتى الآن، يفتحون كوة في سفل قبة الحجرة: أي القبة الزرقاء المقدسة من جهة القبلة، وإن كان السقف حائلا بين القبر الشريف وبين السماء.
قلت: وسنتهم اليوم فتح الباب المواجه للوجه الشريف من المقصورة المحيطة بالحجرة، والاجتماع هناك، والله أعلم.
[الفصل الثاني والعشرون فيما ذكروه من صفة الحجرة الشريفة، والحائز المخمس الدائر عليها، وبيان ما شاهدناه مما يخالف ذلك]
قال الأقشهري، فيما رواه من طريق ابن شبة: قال أبو غسان- يعني محمد بن يحيى-:
وأما الحظار الظاهر والبيت الذي فيه فإني اطلعت فيه من بين سقفي المسجد حتى عاينت ذلك الحظار الذي على البيت وما فيه، وصورته وما فيه، وذرعته على ما فيه من الذرع، وذلك حين انكسر خشب سقف المسجد فكشف السقف من تلك الناحية لعمارته، وأبو البحتري بن وهب بن رشد يومئذ على المدينة، وذلك في جمادى الأولى من سنة ثلاث وتسعين ومائة.
وقال أبو زيد- يعني ابن شبة- فهذه صورته، ثم صورها الأقشهري في كتابه المسمى «بمنسك القاصد الزائر» بهذه الصورة: