الكتاب، فبينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصلي الظهر في مسجده قد صلّى ركعتين إذ نزل عليه جبريل فأشار إليه أن صلّ إلى البيت، وصلّى جبريل إلى البيت، وذكر نحو ما تقدم.
وأسند يحيى عن رافع بن خديج قال: صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين، وأمر أن يوجّه إلى المسجد الحرام، فاستدار، قال رافع: فأتانا آت ونحن نصلي في بني عبد الأشهل فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أمر أن يوجه إلى الكعبة، قال: فأدارنا إمامنا إلى الكعبة ودرنا معه.
وعن ابن عمر قال: بينما نحن في صلاة الصبح بقباء جاءهم رجل فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد أنزل عليه الليلة قرآن، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، ألا فاستقبلوها، وكانت قبلة الناس إلى الشام، فاستداروا وتوجّهوا إلى الكعبة، وهو في الصحيحين بلفظ:
كانت وجوههم إلى الشام، فاستداروا إلى الكعبة، وفي لفظ: كانوا ركوعا في صلاة الصبح.
وعن عثمان بن محمد بن الأخنس أنه صلّى الله عليه وسلّم صلّى بأصحابه فيه- يعني في مسجد القبلتين- الظهر، فلما صلّى ركعتين أمر أن يوجه إلى الكعبة، فاستدار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الكعبة، واستقبل الميزاب.
وعنه أيضا نحوه، وأن الفريضة كانت الظهر، وأنها يومئذ كانت أربع ركعات.
وعن سعيد بن المسيب قال: صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى بيت المقدس سبعة عشر شهرا، وصرفت القبلة قبل بدر بشهرين، والثبت عندنا أنها صرفت في الظهر في مسجد القبلتين.
وفي رواية أخرى عنه: صلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد أن قدم المدينة نحو بيت المقدس ستة عشر شهرا، ثم حولت القبلة قبل بدر بشهرين.
وعن كثير بن عبد الله المزني عن أبيه عن جده قال: صرفت القبلة يوم الإثنين النصف من رجب على رأس سبعة عشر شهرا.
وفي مسلم عن البراء بن عازب: صلّيت مع النبي صلّى الله عليه وسلّم إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا حتى نزلت الآية التي في البقرة: وَحَيْثُ ما كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ [البقرة: ١٤٤] فنزلت بعدما صلّى النبي صلّى الله عليه وسلّم فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهم يصلون، فحدثهم بالحديث، فولّوا وجوههم قبل البيت.
[تاريخ تحويل القبلة]
وفي رواية له عنه أيضا: ستة عشر شهرا، أو سبعة عشر شهرا، على الشك.
وعند الزمخشري: صرفت القبلة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مسجد بني سلمة- يعني مسجد