قلت: وما ذكره من نسبة الدار المذكورة لأبي بكر الصديق سيأتي مستنده مع بيان ما فيه.
وفي أعلى هذا الباب من خارجه لوح من الفسيفساء مكتوب فيه آية الكرسي من بناء المسجد القديم، وقد زال عند الحريق الثاني.
الخامس: باب كان يقابل دار أسماء بنت الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس ابن عبد المطلب رضي الله عنهم، كانت من جملة دار جبلة بن عمرو الساعدي، ثم صارت لسعد بن خالد بن عمر بن عثمان، ثم صارت لأسماء المذكورة، وهي اليوم رباط للنساء، وقد سدّ هذا الباب أيضا عند تجديد الحائط الشرقي من المنارة الشرقية الشمالية إلى هذا الباب المذكور في أيام الناصر لدين الله سنة تسع وثمانين وخمسمائة، كذا قاله المطري ومن تبعه، وظاهر كلام ابن جبير أن سد هذا الباب وغيره من الأبواب كان قبل الثمانين وخمسمائة؛ لأن رحلة ابن جبير كانت قبل الثمانين كما قدمناه، وقد قال فيها: وللمسجد المبارك تسعة عشر بابا أي غير خوخة أبي بكر لم يبق منها مفتوحا غير أربعة، في المغرب منها اثنان، وفي المشرق اثنان، انتهى. لكنه قال بعد ذلك: وفي القبلة باب واحد صغير مغلق، يعني باب دار الإمارة. ثم قال: وفي المغرب خمسة مغلقة أيضا، وفي المشرق خمسة أيضا مغلقة، وفي الشام أربعة مغلقة أيضا، انتهى. فتبين أنها كانت في زمنه غير مسدودة لكنها مغلقة، فيكون سدّها حدث في التاريخ الذي ذكره المطري، والله أعلم.
[باب سادس]
السادس: باب كان يقابل دار خالد بن الوليد رضي الله تعالى عنه، وقد دخل في بناء الحائط المذكور، والدار المذكورة اليوم رباط الرجال، ومعها في جهة الشمال دار عمرو ابن العاص كما سيأتي بيانه، ويعرف الرباط المذكور اليوم برباط السبيل، وكذا رباط النساء المتقدم ذكره يعرف بذلك أيضا، والرباطان المذكوران بناهما القاضي كمال الدين أبو الفضل محمد بن عبد الله بن القاسم الشهرزوري رحمه الله تعالى. وذكر ابن زبالة ويحيى أنه كتب على نجاف هذا الباب من داخل «مما أمر به المهدي محمد أمير المؤمنين مما عمل البصريون سنة اثنتين وستين ومائة ومبتدأ زيادة المهدي في المسجد.
قلت: وكتابة ذلك عليه تقتضي أنه الذي أحدثه وما بعده، وأنه أول زيادته كما تقدم.
[باب سابع]
السابع: باب كان يقابل زقاق المناصع دخل أيضا في الحائط بعد تجديده، وزقاق المناصع كان بين دار عمرو بن العاص وأبيات الصوافي، وعبر عنها المطري بدار موسى بن إبراهيم ابن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي لأمر توهمه من كلام ابن زبالة