حبيب أنها حوّلت في النصف من شعبان في الركعة الثالثة، وقيل: في صلاة العصر. وعند النحاس بعد بضعة عشر شهرا. وعن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: صرفت في جمادى، قال: وهو أولى الأقوال بالصواب. وقال ابن جرير عن معاذ: بعد ثلاثة عشر شهرا من مقدمه المدينة، قال: وعن أنس عشرة أو تسعة أشهر، انتهى ما نقله المجد.
وقال ابن سعد: يقال: إنه صلّى الله عليه وسلّم صلّى ركعتين من الظهر في مسجده بالمسلمين، ثم أمر أن يتوجه إلى المسجد الحرام، فاستدار ودار معه المسلمون، ويقال: زار النبي صلّى الله عليه وسلّم أمّ بشر بن البراء بن معرور في بني سلمة وصنعت له طعاما، وحانت الظهر فصلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه ركعتين، ثم أمر فاستدار إلى الكعبة واستقبل الميزاب، فسمي مسجد القبلتين. قال ابن سعد: قال الواقدي: هذا أثبت عندنا.
[أول صلاة إلى الكعبة]
وفي الصحيح أن أول صلاة صلاها- أي متوجها إلى الكعبة- صلاة العصر.
قال الحافظ ابن حجر: التحقيق أن أول صلاة صلاها في بني الظهر، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوي العصر. قال: وأسانيد الروايات المتقدمة- أعني رواية ثلاثة عشر شهرا وتسعة عشر شهرا ونحوها- شاذة. قال: وأما رواية الصحيح فطريق الجمع بين رواية سبعة عشر شهرا وستة عشر، ورواية الشك في ذلك: أن من جزم بستة عشر لفق من شهر القدوم وشهر التحويل شهرا، وألغى الأيام الزائدة، ومن جزم بسبعة عشر شهرا عدهما معا، ومن شك تردد في ذلك، وذلك أن القدوم كان في شهر ربيع الأول بلا خلاف، وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح، وبه جزم الجمهور، ورواه الحاكم بسند صحيح عن ابن عباس، وقول ابن حبان:«سبعة عشر شهرا وثلاثة أيام» مبني على أن القدوم كان في ثاني عشر ربيع الأول.
وقال الربيع: كان النبي صلّى الله عليه وسلّم في ابتداء الهجرة مخيرا في التوجه إلى بيت المقدس أو الكعبة، إلا أنه أمره الله بالتوجه إلى بيت المقدس، فكان التوجه إليه فرضا، وإن كان مخيرا فيه كالمخير في كفارة اليمين أي واحد اختار فهو فرض عليه، وقال ابن عباس: بل كان الفرض التوجه إلى بيت المقدس ثم نسخ.
وقال ابن العربي وغيره: نسخت القبلة مرتين.
إلى أيّ جهة كانت الصلاة بمكة قبل الهجرة؟
وقال ابن رشد في البيان: ولم يختلف في أن صلاته صلّى الله عليه وسلّم كانت بالمدينة إلى بيت المقدس حتى حولت القبلة، وإنما اختلف في صلاته بمكة قبل قدومه المدينة، فروى أنها كانت إلى الكعبة، وروى أنها كانت إلى بيت المقدس، وروى أنه كان يصلي إلى بيت