ابن عبد البر قال عقبه: ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما نزل مع أصحابه بالنازيين قال له أصحابه: إنا نجد ريح مسك، فقال: وما يمنعكم وهاهنا قبر أبي معاوية؟ يعني عبيدة بن الحارث، انتهى. والنازيين غير معروف اليوم.
وقال المطري، عقب ذكر وفاة عبيدة بالصفراء: فدفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بها، وكان أسنّ بني عبد مناف يومئذ، وأظن مستنده في ذكر الدفن بها موته بها مع قول هند بنت أثائة في رثائه على ما نقله ابن إسحاق:
لقد ضمّن الصّفراء مجدّا وسوددا ... وحلما أصيلا وافر اللّبّ والعقل
عبيدة، فابكيه لأضياف غربة ... وأرملة تهوى لأشعث كالجدل
وقال الزين المراغي: إنه مات بالصفراء من جراحته، فإن قبره بذفران، هكذا رأيته بخطه، ولم أقف على مستنده في ذلك، والنبيّ صلى الله عليه وسلم لم يسلك ذفران في رجوعه من بدر؛ لأنه رجع على الصفراء، لكنه مرّ بطرف ذفران الذي يصب فيها.
[مسجد الصفراء]
ومنها: مسجد بالصفراء روى ابن زبالة عن طلحة بن أبي جدير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد الصفراء.
قلت: ذكر لي بعض الناس أن هذا المسجد معروف بالصفراء يتبرك به.
[مسجد ثنية مبرك]
ومنها: مسجد بثنية مبرك- روى ابن زبالة عن الأصبغ بن مسلم وعيسى بن معن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى مطلعه من ثنية مبرك، في مسجد هناك بينه وبين دعان ستة أميال أو خمسة.
قلت: ثنية مبرك: معروفة تسلك إلى ينبغ في المغرب من جهة أسفل خيف بني سالم من ذات اليمين، وطريق الصفراء ذات اليسار.
[مسجد بدر]
ومنها: مسجد بدر- كان العريش الذي بنى لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر عنده، وهذا المسجد معروف اليوم بقرب بطن الوادي بين النخيل، والعين قريبة منه، وبقربه في جهة القبلة مسجد آخر يسميه أهل بدر، مسجد النصر، ولم أقف فيه على شيء.
[مسجد العشيرة]
ومنها: مسجد العشيرة- معروف ببطن ينبع، وهو مسجد القرية التي ينزلها الحاج المصري ينبع، في ورده وصدره.
روى ابن زبالة عن عليّ بن أبي طالب أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد ينبع بعين بولا.