للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفرات الرازي عن ثابت بن قيس «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم عاده وهو مريض فقال: أذهب الباس ربّ الناس «١» ، عن ثابت بن قيس بن شماس، ثم أخذ كفا من بطحاء، فجعله في قدح من ماء، ثم أمر فصب عليه» وفي الصحيحين حديث «كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح قال بأصبعه هكذا، ووضع سفيان سبابته بالأرض ثم رفعها، وقال: بسم الله، تربة أرضنا، بريق بعضنا، يشفي سقيمنا، بإذن ربنا» ورواه أبو داود بنحوه، وفي رواية «يقول بريقه، ثم قال به في التراب: تربة أرضنا» وروى ابن زبالة «أن رجلا أتى به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبرجله قرحة، فرفع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طرف الحصير، ثم وضع أصبعه التي تلي الإبهام على التراب بعدما مسها بريقه، وقال: بسم الله، ريق بعضنا، بتربة أرضنا، ليشفي سقيمنا، بإذن ربنا، ثم وضع أصبعه على القرحة، فكأنما حل من عقال» وروى أيضا حديث «تراب أرضنا، شفاء لقرحنا، بإذن ربنا» وأن أم سلمة كانت تنعت من القرحة تراب الضبة.

[ما جاء في أن تمرها شفاء]

وفي مسلم حديث «من أكل سبع تمرات مما بين لابتيها حين يصبح لم يضره شيء حتى يمسي» وفي الصحيحين حديث «من تصبّح بسبع تمرات عجوة لم يضره في ذلك اليوم سم ولا سحر» ورواه أحمد برجال الصحيح بلفظ «من أكل سبع تمرات عجوة مما بين لابتي المدينة على الريق لم يضره يومه ذلك شيء حتى يمسي» قال فليح: وأظنه قال «وإن أكلها حين يمسي لم يضره شيء حتى يصبح» ورواه ابن زبالة بلفظ «من تصبح بسبع تمرات من العجوة» لا أعلمه إلا قال «من العالية لم يضره يومئذ سم ولا سحر» وفي صحيح مسلم حديث «إن في عجوة العالية شفاء، أو إنها ترياق أول البكرة» وروى أحمد برجال الصحيح حديثا فيه «واعلموا أن الكمأة دواء العين، وأن العجوة من فاكهة الجنة» وروى النسائي وأبو داود الطيالسي والطبراني في الثلاثة بسند جيد حديث «الكمأة من المن، وماؤها شفاء للعين، والعجوة من الجنة، وهي شفاء من السم» وقد صح في سنن أبي داود عن سعد بن أبي وقاص قال «مرضت مرضا، فأتاني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: إنك رجل مفؤد، ائت الحارث بن كلدة أخا ثقيف فإنه رجل يتطبب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن «٢» ثم ليلدّك بهن» ورواه الطبراني لكن عن سعد بن أبي رافع.

قوله «فليجأهن» أي فليدقهن، قال عياض: وقال ابن الأثير فليجأهن أي: فليدقهن،


(١) الباس: الشدة، والعذاب الشديد. ويضرب لكل شيء يخاف منه الشر.
(٢) وجأ التمر: دقّه حتى تلزّج.

<<  <  ج: ص:  >  >>