وروى أبو نعيم عن أنس رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمر رضي الله تعالى عنه سهرا عند أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه يتحدثان عنده، حتى ذهب ثلث الليل، ثم خرجا وخرج أبو بكر رضي الله تعالى عنه معهما في ليلة مظلمة ومع أحدهما عصا، فجعلت تضئ لهما وعليها نور حتى بلغوا المنزل.
[مسجد عتبان بن مالك]
ومنها: مسجد عتبان بن مالك بأصل أطمه المسمى بالمزدلف بدار بني سالم بن الخزرج روى ابن زبالة عن إبراهيم بن عبد الله بن سعد أن عتبان بن مالك قال: يا رسول الله إن السيل يحول بيني وبين الصلاة في مسجد قومي، قال: فصلّى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيته، فهو المسجد الذي بأصل المزدلف. ورواه يحيى وقال: فهو المسجد الذي بأصل المزدلف أطم مالك بن العجلان.
قلت: تقدّم في مسجد الجمعة أن المزدلف هو الأطم الخراب الذي في شامي مسجد الجمعة، عند عدوة الوادي الشرقية، وأن صلاته صلى الله عليه وسلم بدار عتبان في الصحيح، وأن الظاهر أن مسجد قومه الذي يحول السيل بينه وبينهم هو مسجدهم الأكبر الذي كان بمنازلهم بالحرة في عدوة الوادي الغربية.
وروى ابن شبة عن عتبان بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في بيته سبحة الضحى، فقاموا وراءه فصلوا.
وعن سعد بن إسحاق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل في مسجد بني سالم الأكبر. وروى ابن زبالة نحوه عن كعب بن عجرة.
[مسجد ميثب (صدقة النبي صلى الله عليه وسلم)]
ومنها: مسجد ميثب صدقة النبي صلى الله عليه وسلم- روى ابن زبالة وابن شبة ويحيى عن محمد بن عقبة بن أبي مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم صلّى في مسجد صدقته ميثب، وسيأتي في الصدقات أن الميثب مجاور لبرقة وغيره من الصدقات الآتية.
[مسجد المنارتين]
ومنها: مسجد المنارتين روى ابن زبالة ويحيى من طريقه عن حرام بن سعد بن محيصة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلّى في المسجد الذي بأصل المنارتين في طريق العقيق الكبير، قال المطري: وهذا المسجد لا يعرف، وهو يلي طريق العقيق كما ذكر.
قلت: روى ابن زبالة عن عبد الله بن البولا أن أربعة رهط من المهاجرين الأولين كلهم يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «خرج إلى الجبل الأحمر الذي بين المنارتين، فإذا بشاة ميتة قد أنتنت، فأمسكوا على أنفهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ترون كرامة هذه الشاة على صاحبها؟