تعالى عنه جاءهم بقباء نصف النهار، فدخل مسجد قباء، فأمر رجلا يأتيه بجريدة رطبة، الخبر بنحوه.
وروى ابن زبالة عن زيد بن أسلم قال: الحمد لله الذي قرّب منا مسجد قباء، ولو كان بأفق من الآفاق لضربنا إليه أكباد الإبل.
وفي صحيح البخاري: كان سالم مولى أبي حذيفة رضي الله تعالى عنهما يؤم المهاجرين الأولين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر.
ورواه ابن شبة عن ابن عمر، ولفظه: وكان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة رضوان الله عليهم.
وروى أيضا عن أبي هاشم قال: جاء تميم بن زيد الأنصاري إلى مسجد قباء وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر معاذا أن يصلي بهم، فجاء صلاة الفجر وقد أسفر فقال: ما يمنعكم أن تصلوا؟ ما لكم قد حبستم ملائكة الليل وملائكة النهار؟ قالوا: يمنعنا أنا ننتظر صاحبنا، قال: فما يمنعكم إذا احتبس أن يصلي أحدكم؟ قالوا: فأنت أحقّ من يصلي بنا، قال:
أترضون بذا؟ قالوا: نعم، فصلى بهم، فجاء معاذ فقال: ما حملك يا تميم على أن دخلت عليّ في سربال سربلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن هذا تميم دخل في سربال سربلتنيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تقول يا تميم؟ فقال مثل الذي قال لأهل المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هكذا فاصنعوا مثل الذي صنع تميم بهم، إذا احتبس الإمام.
وروى ابن زبالة عن عويم بن ساعدة أن سعد بن عويم بن قيس بن النعمان كان يصلي في مسجد قباء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي زمان عمر بن الخطاب فأمر عمر مجمع بن حارثة أن يصلي بهم بعد أن ردّه، وقال له: كنت إمام مسجد الضّرار، فقال يا أمير المؤمنين كنت غلاما حدثا، وكنت أرى أن أمرهم على أحسن ذلك، وقدّموني لما معي من القرآن، فأمره فصّلى بهم.
[المكان الذي كان الرسول يصلي فيه بمسجد قباء]
ما جاء في تعيين مصلّاه صلى الله عليه وسلم منه، وصفته وذرعه.
روى ابن زبالة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى إلى الأسطوان الثالثة في مسجد قباء التي في الرحبة.
ونقل ابن شبة عن الواقدي أنه قال: عن مجمع بن يعقوب عن سعيد بن عبد الرحمن بن رقيش قال: كان المسجد في موضع الأسطوان المخلّقة الخارجة في رحبة المسجد.
وعن ابن رقيش قال: بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجد قباء، وقدّم القبلة إلى موضعها اليوم،