وغربي شطاي حتى مضيا جميعا في النقيع وهو قاع كبير الدر، وهو من المدينة على أربعة برد في يمانيها، ثم يصب في غدير يلبن وبرام، ويدفع فيه وادي البقاع، ويصب فيه لقعا فيلتقين جميعا بأسفل من موضع يقال له نقع، ثم يذهب السيل مشرقا فيصب على رواوتين يعترضهما يسارا، ويدفع عليه واد يقال له هلوان، ثم يستجمعن فيلقاهن بوادي دبر بأسفل الحليفة العليا، ثم يصب على الأتمة وعلى الجام، ثم يفضي إلى وادي الحميراء فيستبطن واديها ويدفع عليه الحرتان شرقيا وغربيا حتى ينتهي إلى ثنية الشريد إلى أن يفضي إلى الوادي فيأخذ في ذي الحليفة حتى يصب بين أرض أبي هريرة رضي الله تعالى عنه وبين أرض عاصم بن عدي بن العجلان، ثم يستبطن الوادي فيصب عليه شعاب الجماء ونمير حتى يفضي إلى أرض عروة بن الزبير وبئره، ثم يستبطن بطن الوادي فيأخذ منه شطيب إلى خليج عثمان بن عفان الذي حفر إلى أسفل العرصة التي يقال لها خليج بنات نائلة وهن بنات عثمان منها، وكان عثمان ساقه إلى أرض اعتملها بالعرصة، ثم يفترش سيل العقيق إذا خرج من حوافر عبد الله بن عنبسة بن سعيد يمنة ويسرة، ويقطعه نهر الوادي، ثم يستجمع حتى يصب في زغابة، انتهى.
ونقل الهجري أن سيل العقيق إذا أفضى من النقيع أفضى إلى قراره أسفل قاع لا شجر فيه، وأسفل منه حصير، ثم يفضي إلى مرج، ثم إلى المستوجبة، ثم إلى غدير يقال له ديوا الضرس، ثم إلى غدير المجاز، ثم إلى غدير يقال له رواوة، ثم إلى غدير الطفيتين، ثم الابنة، ثم أسفل من ذلك رابوع، ثم يلقاه وادي بريم فإذا التقيا دفعا في الحليفة حليفة عبد الله بن أبي أحمد بن جحش، ثم سطح سيول النقيع والصحرة ومراج وأنفة عند جبل يقال له واسطة المسطح، ثم يفضي إلى الجبخانة صدقة عباد الزبيري، وله دوافع من الحرة مشهورة منها شوظي وروضة الجام، ثم يفضي إلى حمراء الأسد، ثم إلى ثنية الشريد، ثم إلى الشجرة التي بها المحرم، اه.
[الفصل الخامس في بقية أودية المدينة، وصدورها، ومجتمعها، ومغايضها]
[وادي بطحاء]
فمنها وادي بطحان- روى ابن شبة والبزار عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول «إن بطحان على ترعة من ترع الجنة» قال ابن شبة: وأما سيل بطحان- وهو الوادي المتوسط بيوت المدينة، أي في زمنه- فإنه يأخذ من ذي الحدر، والحدر قرارة في الحرة يمانية من حلبات الحرة العليا حرة معصم، وهو سيل يفترش في الحرة حتى يصب على شرقي ابن الزبير وعلى جفاف ومرفية والحساة حتى يفضي إلى فضاء بني خطمة والأعرس، ثم يستنّ حتى يرد الجسر، ثم يستبطن وادي بطحان حتى يصب في زغابة.