روى ابن شبة عقب قصة كعب بن الأشرف المتقدمة في سوق المدينة لما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ موضع بقيع الزبير سوقا أنه لما قتل كعب استقطع الزبير النبي صلى الله عليه وسلم البقيع فقطعه، فهو بقيع الزبير، ففيه من الدور للزبير دار عروة، ثم في شرقيها دار للمنذر بن الزبير إلى زقاق عروة، وفيه دار مصعب بن الزبير التي على يسارك إذا أردت بني مازن، وفيه دار آل عكاشة بن مصعب على باب الزقاق الذي يخرج بك إلى دار نفيس بن محمد، يعني مولى بني المعلى في بني زريق، وفيه دار آل عبد الله بن الزبير ممدودة إلى دار أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما، وفيه بيت نافع الزبيري الذي بمفترق الطرق، وكل هذا صدقة من الزبير على ولده.
وذكر أيضا أن عباس بن ربيعة اتخذ داره في بني غنم بين دار أم كلثوم بنت الصديق وبين الخط الذي يخرجك إلى بقيع الزبير، وسبق لهذه الدار ذكر مع البقال في منازل بني أوس من مزينة.
وقال عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة الزبيري:
ليت شعري ولليالي صروف ... هل أرى مرّة بقيع الزبير
ذاك مغنى أحبّه وقطين ... تشتهي النفس أن ينال بخير
[بقيع الغرقد:]
وهو كبار العوسج، كان نابتا بالبقيع، مقبرة أهل المدينة، فقطع عند اتخاذها مقبرة، كما سبق مع ما جاء في فضلها، والبقيع: كل موضع فيه أروم الشجر من ضروب شتى.
وقال عمرو بن النعمان البياضي يرثي من قتل من قومه الذين أغلقوا عليهم حديقة، واقتتلوا حتى لم يبق منهم أحد كما سبق:
خلت الديار فسدت غير مسوّد ... ومن العناء تفرّدي بالسودد
أين الذي عهدتهم في غبطة ... بين العقيق إلى بقيع الغرقد
كانت لهم أنهاب كل قبيلة ... وسلاح كل مدرّب مستنجد
نفسي الفداء لفتية من عامر ... شربوا المنية في مقام أنكد
قوم هم سفكوا دماء سراتهم ... بعض ببعض فعل من لم يرشد
ونسبه الحماسيّ لرجل من خثعم بزيادة في أوله.
[البكرات:]
تقدمت بحمى ضرية وشاهدها في حليت.
[البلاط:]
تقدم مستوفى.
[بلاكث:]
بالفتح وكسر الكاف ثم مثلاثة، بجانب برمة، وقال يعقوب: بلكثة قارة