بضم الميم وفتح الطاء المشددة وكسر اللام، على سبعة أميال من المدينة، منسوبة إلى المطلب بن عبد الله بن حنطب المخزومي، قاله المجد، وذكرها الأسدي في الطريق النجدي، وقال: إنها على خمسة أميال من المدينة، والميل السادس على حرة واقم المشرفة على المدينة، ولعلها بئر بني المطلب المتقدمة فيما نقلناه عنه في بئر ركانة، وإن خالف ما هنا في المسافة.
قال المجد: قدم صخر بن الجعد المحاربي المدينة، فأتى تاجرا يقال له سيار، فابتاع منه برّا وعطرا، وقال له: تأتيني غدوة فأقضيك، وركب من تحت ليلته إلى البادية، فسأل عنه سيار لما أصبح، فركب في أثره في جماعة حتى أتوا بئر مطّلب على سبعة أميال من المدينة وقد جهدوا من الحر، فنزلوا عليها، وأكلوا تمرا كان معهم، وأراحوا دوابهم، ثم انصرفوا راجعين فقال أبياتا منها:
حين استغاثوا بألوى بئر مطلب ... وقد تحرّق منهم كلّ تمّار
وقال أولهم نصحا لآخرهم ... ألا ارجعوا أدركوا الأعراب في النار
[بئر معرونة:]
بفتح الميم وضم العين ثم واو ثم نون مفتوحة وهاء، وقد يتصحف ببئر معاوية التي بين عسفان ومكة بلفظ معاوية بن أبي سفيان، وليست بها؛ فإن هذه بالنون وهي بين جبال يقال لها أبلى في طريق المصعد من المدينة إلى مكة، وهي لبني سليم، قاله المجد أخذا من قول عرّام عقب ما سيأتي عنه في النازية: وفي أبلى مياه منها بئر معونة وذو ساعدة وذو جماجم أو حماحم وألوسيا وهذه لبني سليم، وهي قناة متصلة بعضها ببعض، وتقدم بيان أبلى، وأنها بين السوارقية والرحضية، ويؤيده أن معونة بالنون واد معروف هناك كما أخبرني به أمير المدينة الشريفة السيد الشريف فسيطل.
ويوافقه قول النووي في تهذيبه: بئر معونة قبل نجد، بين أرض بني عامر وحرة بني سليم.
ويوافقه أيضا ما تقدم عن الزهري في أبلى، لكن صرح عياض في المشارق بخلافه، وجعلها التي بين عسفان ومكة، وتبعه في ذلك جماعة من آخرهم الحافظ ابن حجر.
ونقل المجد عن الواقدي أن بئر معونة في أرض بني سليم وأرض بني كلاب، وأن عندها كانت قصة الرجيع، وفيه ترجيح لكلام عياض؛ لأن الرجيع موضع كانت قربه قصة سرية عاصم بن ثابت وحبيب في عشرة، وقد ترجم البخاري لها بغزوة الرجيع، ثم روى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سرية عينا، وأمّر عليهم عاصم بن ثابت، فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل، فتبعوهم بقريب من