آمين، ثم قال: شقي عبد ذكرت عنده فلم يصل عليك، قلت: آمين، ثم قال: شقي عبد أدرك والديه أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، فقلت: آمين، رواه يحيى بن الحسن عن جابر، ورواه الحاكم عن كعب بن عجرة»
وقال: صحيح الإسناد، ولفظه: قال قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: احضروا المنبر، فحضرنا، فلما رقي درجة قال: آمين، فلما ارتقى الدرجة الثانية قال:
آمين، فلما ارتقى الدرجة الثالثة قال: آمين، فلما نزل قلنا: يا رسول الله لقد سمعنا منك اليوم شيئا ما كنا نسمعه، قال: إن جبريل عرض لي فقال: بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له، قلت: آمين؛ فلما رقيت الثانية قال: بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت:
آمين، فلما رقيت الثالثة قال: بعد من أدرك أبويه الكبر عنده أو أحدهما فلم يدخلاه الجنة، قلت: آمين، ويمكن حمله على أنه صلّى الله عليه وسلّم ارتقى حينئذ على المجلس وهي الدرجة الثالثة.
[مساحة المنبر]
قال ابن زبالة: وطول منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم خاصة ذراعان في السماء، وعرضه ذراع في ذراع، وتربيعه سواء، وفيه مما كان يلي ظهره إذا قعد ثلاثة أعواد تدور، ذهب إحداهن، وانقلعت إحداهن سنة ثمان وتسعين ومائة، وأمر به داود بن عيسى فأعيد، وفيما عمل مروان في حائط المنبر الخشب عشرة أعواد لا يتحركن، وطول منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم مرتفع في السماء مع الخشب الذي عمله مروان- أي الأعواد المتقدمة- ثلاث أذرع ونصف.
وقال عقب كلامه الآتي في ذرع ما عليه المنبر اليوم، يعني زمنه، ما لفظه: وطول المجلس- أي مجلسه صلّى الله عليه وسلّم- شبران وأربع أصابع في مثل ذلك. مربع؛ فقوله أولا:«وعرضه ذراع في ذراع» إنما أراد به مقعد المنبر؛ لما قاله هنا في وصف المقعد بدون درجتيه؛ ولأنه قال هنا عقب ما تقدم: وما بين أسفل قوائم منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم الأول إلى رمانته خمسة أشبار وشيء؛ وعرض درجه شبران، وطولها شبر، وطوله من ورائه- يعني محل الاستناد- شبران وشيء؛ فيؤخذ من ذلك أن امتداد المنبر النبوي من أوله- وهو ما يلي القبلة- إلى ما يلي آخره في الشام أربعة أشبار وشيء؛ لقوله: إن عرض درجه شبران، وإن المجلس شبران وأربع أصابع، وقوله:«وما بين أسفل قوائم منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم- إلى آخره» معناه أن من طرف المنبر النبوي الذي يلي الأرض إلى طرف رمانته التي يضع عليها يده الكريمة خمسة أشبار وشيء؛ وذلك نحو ذراعين ونصف، وقد تقدم أن ارتفاع المنبر النبوي خاصة ذراعان؛ فيكون ارتفاع الرمانة نحو نصف ذراع.
وقال ابن النجار: طول منبر النبي صلّى الله عليه وسلّم ذراعان وشبر وثلاث أصابع، وعرضه ذراع
(١) أبو محمد، القضاعي، البلوي، المدني، حليف القوافل، مات سنة إحدى وخمسين روى عنه البخاري ومسلم.