كما سنوضحه إن شاء الله تعالى، والزقاق اليوم ينفذ إلى دار الحسن بن علي العسكري، وتعرف اليوم بحوش الحسن، وكان الزقاق المذكور ينفذ إلى المناصع خارج المدينة، وهو كان متبرزا للنساء بالليل على عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم، وأبيات الصوافي هذه التي عبر عنها المطري بدار موسى بن إبراهيم سيأتي أن بعضها اليوم رباط للرجال أنشأه القاضي محيي الدين أبو علي عبد الرحيم بن علي بن الحسن اللخمي البيساني، ودخل هذا الباب أيضا في الحائط عند تجديده.
[باب ثامن]
الثامن: باب كان يقابل أبيات الصوافي دخل في الحائط أيضا عند تجديده، وأبيات الصوافي تقدم أن بعضها الذي يلي دار عمرو بن العاص هو رباط الفاضل، وبعضها الآخر وهو الذي كان يقابل هذا الباب هو المعروف اليوم بدار الرسام التي وقفها الشيخ صفي الدين السلامي على أقاربه ثم على الفقراء، وفي شاميها الباب الذي يدخل منه إلى رباطي النخلة، وهما رباطا السلامى، وقد عبر المطري عن ذلك بقوله:«وهي- يعني أبيات الصوافي- في دور كانت بين موسى بن إبراهيم المخزومي وبين عبيد الله بن الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم» قال:
وموضع هذه الدور اليوم دار اشتراها الشيخ صفي الدين أبو بكر بن أحمد السلامي رحمه الله ووقفها على قرابته السلاميين، انتهى.
وسيأتي أن أبيات الصوافي هي الدور التي كان فيها قهطم، وأنها كانت بين دار عمرو بن العاص ودار موسى بن إبراهيم المخزومي المشتركة بينه وبين عبيد الله بن الحسين، وأن هذه الدار المشتركة كانت أول الدور في جهة المشرق مما يلي الشام، فأبيات الصوافي هي دار قهطم، وفي موضعها ما قدمناه من رباط الفاضل ودار السلامي. وأما الدار المشتركة ففي موضعها اليوم الميضأة المعطلة وبيت الرئيس إبراهيم الذي بين الميضأة والزقاق الذي يلي دار المضيف كما سيأتي بيانه، ودار المضيف هي آخر الدور التي في جهة الشام، والدار المشتركة كانت ملاصقة لها، وسيأتي بيان منشأ ما وقع للمطري، وهذا الباب آخر الأبواب التي كانت في جهة المشرق.
[أبواب المسجد الشامية]
وقد طوى المطري الكلام على الأبواب الشامية، فقال: وفي شمالي المسجد أربعة أبواب سدت أيضا عند تجديد الحائط الشمالي، وليس في شمالي المسجد اليوم باب إلا باب سقاية عمرتها أم الإمام الناصر.
وسبب عدم كلام المطري على الأبواب الشامية أن ابن زبالة لم يذكر ما يقابلها من